السؤال
هل يجوز أن أجمع المغرب مع العشاء بعد الوصول من السفر، في حالة ما إذا تحركت مغادرًا قبل المغرب بقليل، أي أن وقت المغرب ربما يبدأ وينتهي وأنا لا زلت في أول طريق السفر، لم أفارق بنيان المدينة بعد؛ لأنني سأسافر لأربع ساعات في حافلة، وربما لن تتوقف، فما الأفضل فعله- جزاكم الله تعالى خيرًا-؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا علمت أن الحافلة يمكن أن تتوقف، فحكمك أن تصلي المغرب في وقتها, ولا تجمعها مع العشاء جمع تأخير, فإن الأفضل هو أداء كل صلاة في وقتها، وعدم الجمع.
قال النووي في المجموع: قال الغزالي في البسيط، والمتولي في التتمة، وغيرهما: الأفضل ترك الجمع بين الصلاتين، ويصلي كل صلاة في وقتها، قال الغزالي: لا خلاف أن ترك الجمع أفضل بخلاف القصر. انتهى.
وإذا تعذر وقوف الحافلة, فيجوز لك تأخير صلاة المغرب حتى تجمعها مع العشاء بعد انتهاء السفر.
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء: هل يجوز لمسافر مثلا أن يجمع بين صلاة المغرب والعشاء إذا كانت الحافلة تصل الساعة الحادية عشرة ليلًا، أو الثانية؟
ج ـ : يجوز للمسافر إذا دخل عليه وقت صلاة المغرب وهو في أثناء السير، أن يؤخر صلاة المغرب، ويصليها مع صلاة العشاء جمع تأخير، في وقت العشاء. والله الموفق. انتهى.
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء أيضًا:
س ـ : إذا كنت في سفر طويل في الحافلة، ولم تتوقف الحافلة، وأدركتني الصلاة المفروضة، كيف أفعل، أأصلي إيماء أو أقضيها بعد انتهاء السفر؟
ج ـ : إذا حانت الصلاة وأنت في الحافلة أثناء السفر: فإن كانت هذه الصلاة مما يجوز جمعها مع الصلاة التي بعدها، كالظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، فإنك تنوي الجمع وتصليها جمعًا إذا نزلت من الحافلة.
وإن كانت الصلاة مما لا يجوز جمعها مع الصلاة التي بعدها، كصلاة الفجر، وصلاة العصر، وصلاة العشاء، والحافلة لا تتوقف إلا بعد خروج الوقت، فإنك تصليها في الحافلة على حسب استطاعتك، والله أعلم. انتهى.
وراجع المزيد في الفتوى رقم: 172985 ، ورقم: 19152.
والله أعلم.