السؤال
أريد أن أعرف حكم الصحبة بين الأولاد والبنات بغرض الحب من الكتاب، والسنة، وقول الصحابة، والتابعين، والأئمة، وهي تشمل خروج الفتيان والفتيات دون علم أهليهم، والتحدث في الهاتف، وفي النت، ويقولون: إنه لم يكن يوجد مثل هذا أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف تكون محرمة، وهي لم توجد في عهده صلى الله عليه وسلم؟ أرجو التوضيح.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يحصل من التعارف والصداقة بين الشباب والفتيات، وما يعرف بعلاقات الحب بينهما أمر غير جائز؛ لأنّه باب شر وفساد، والتهاون في هذه الأمور يؤدي إلى عواقب وخيمة، وقد سبق أن بينا عدم جواز تلك العلاقات، وذكرنا أدلة الشرع على ذلك في كثير من الفتاوى، وانظر على سبيل المثال الفتاوى التالية أرقامها: 110476، 226330، 186801، 1932.
والاعتراض على منع تلك العلاقات بدعوى أنّ وسائل التواصل الحديثة لم تكن في عهد النبوة، اعتراض ساقط، فإن الوسائل لها أحكام المقاصد، فما كان وسيلة إلى الحرام فهو حرام ولو كان مباحًا في أصله، فمن المعلوم أن الشريعة سدت باب الفتنة، فمنعت كل ما يدعو إلى الوقوع في المعصية فحرمت الخلوة بين الأجنبيين، وأوجبت على كل من الرجل والمرأة غض بصره عن الحرام، إلى غير ذلك من أسباب الفتنة، والوقوع في الرذيلة.
والله أعلم.