السؤال
في إحدى المرات دخلت المسجد لصلاة الفجر، وكان الإمام يقرأ في الركعة الأخيرة، فدخلت معه، وعندما انتهيت من قراءة الفاتحة ركع الإمام، فعندما جئت لأركع وسوس لي الشيطان بأن أقطع الصلاة، وشعرت حينها أنني قطعت نية الصلاة، فخرجت من صلاتي، ودخلت في الركوع، فما حكم صلاتي؟ وقد قرأت أن الشيخ العثيمين قال: إن من ينتظر حتى يدخل في الركوع بغير عذر يجب عليه أن يخاف على صحة صلاته.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك أولًا بمجاهدة الوساوس، والإعراض عنها، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم.
وأما صلاتك المسؤول عنها فإنها صحيحة؛ لأنك أدركت الركوع مع الإمام، فأدركت بذلك الركعة.
وأما كلام الشيخ ابن عثيمين فإنه لا يصدق على حالتك؛ لأنك لم تتعمد ذلك، وإنما غلبك عليه الوسواس، وكلام الشيخ إنما هو في من تعمد الانتظار حتى يركع مع الإمام، قال - رحمه الله -: تأخير الإنسان الدخول مع الإمام حتى يكبر للركوع، فهذا تصرف ليس بسليم، بل إنني أتوقف، هل تصح ركعته هذه أو لا تصح؟ لأنه تعمد التأخير الذي لا يتمكن معه من قراءة الفاتحة - وقراءة الفاتحة ركن، فلا تسقط عن الإمام، ولا المأموم، ولا المنفرد - فكونه يبقى حتى يركع الإمام، ثم يقوم فيركع معه هذا خطأ بلا شك، وخطر على صلاته، أو على الأقل على ركعته. انتهى، فما ذكره الشيخ لا يصدق على حالك أنت، ثم إنه - رحمه الله - متوقف في هذا غير جازم بعدم الاعتداد بتلك الركعة.
والله أعلم.