السؤال
عندما أقوم بنطق الشهادتين لأي سبب قبل النوم مثلًا يقوم دماغي بالتفكير في شيء أثناء نطق الشهادتين، أو تذكر بعض الأشخاص، أو الأحداث، أو الذكريات، ونظرًا لأنني موسوس فإنني أقوم بإعادة نطقهما، وقد يستمر ذلك عدة مرات، فهل التفكير في شيء، أو تذكر شيء سواء كان عمدًا أم لا أثناء نطق الشهادتين يوجب عليّ إعادة نطق الشهادتين؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإكثار من ذكر الله تعالى من أفضل القربات، وأجلها؛ وذلك لكثرة الأدلة على ذلك من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومنها قول الحق سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً {الأحزاب:41ـ42}، وقوله: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً {الأحزاب: 35}، وقوله: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ {آل عمران: 190ـ 191}.
والأفضل أن يتدبر الإنسان معاني ما يقوله من الأذكار، ويحرص على حضور قلبه حينئذ، ولكن الذكر بغير حضور القلب لا يفيد بطلانه، ولا يوجب إعادته، قال الحافظ في الفتح: ولا يشترط استحضاره لمعناه، ولكن يشترط ألا يقصد به غير معناه، وإن انضاف للنطق الذكر بالقلب، فهو أكمل. اهـ.
فاحرص على الذكر على كل حال، ولو لم تكن حاضر القلب، فإن الذكر مع الغفلة خير من تركه بالكلية، فالحذر من أن يجعل الشيطان عدم الحضور سببًا للوسوسة، أو حجة للدعوة إلى ترك الذكر بالكلية، وراجع لعلاج الوسوسة الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.