السؤال
هناك كبائر متفق عليها، كنت فيما مضى طبعا أبغضها جدا، لكن الآن يمكن أن أسلم بها، وبعضها يمكن أن أستمتع به.
أريد أن أتوب لكني غير قادرة، أشعر أن قلبى جمد، وحتى الدعاء بدأت أحس أنه لن يستجاب.
فما حكمي؟
هناك كبائر متفق عليها، كنت فيما مضى طبعا أبغضها جدا، لكن الآن يمكن أن أسلم بها، وبعضها يمكن أن أستمتع به.
أريد أن أتوب لكني غير قادرة، أشعر أن قلبى جمد، وحتى الدعاء بدأت أحس أنه لن يستجاب.
فما حكمي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن بغض المعاصي من كمال الإيمان، والتلذذ والاستمتاع بها، ينافي كمال الإيمان الواجب، وإن كان لا يستلزم كفر من يلتذ بالمعصية ويستمتع بها؛ وانظري الفتوى رقم: 214891.
فأنت آثمة لما تفعلينه، وتلتذين به من المعاصي، ويجب عليك أن تتداركي نفسك بتوبة نصوح تعودين بها إلى سابق عهدك، ومما يعينك على ذلك استحضار قبح المعاصي، وضررها على العبد في دينه ودنياه، وراجعي للأهمية في هذا المعنى الفصل الذي عقده ابن القيم رحمه الله في الداء والدواء حول آثار المعاصي وعقوباتها، فإن عاقلا لا يستحضر ما تؤدي إليه المعصية من الشرور ثم يلتذ ويستمتع بفعلها ومقارفتها.
ومما يعينك على التوبة كذلك أن تصحبي أهل الخير، ومن تعينك صحبتهم على طاعة الله تعالى، وأن تكثري من ذكر الله ودعائه أن يلين قلبك، ويزيل قساوته؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وإياك وسوء الظن بالله، بل ادعيه سبحانه وأنت موقنة بإجابته لك، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثري ذكر الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، واقرئي القرآن بخشوع وتدبر، واحرصي على تعلم العلم النافع؛ فإن هذا من أعظم ما ترق به القلوب، وجاهدي نفسك في ترك المعاصي وبغضها، فإذا صدقت في المجاهدة، حصل لك ما تريدين بإذن الله، مصداقا لقوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
نسأل الله أن يعيذنا وإياك من قسوة القلب.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني