الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يخاف أن يغريه الشيطان بأكل المال الحرام إن تزوج

السؤال

لدي وظيفة ومرتب قار، وأبواب الحرام ـ من الرشوة والزور ـ تحيط بي، لكنني والحمد لله راض بما قسم لله لي من رزق حلال، وحاليا أفكر في الزواج ولدي تخوف من أن يغريني المال الحرام إن عجزت عن توفير تكاليف الحياة الزوجية من أثاث البيت ومتطلبات الأسرة خاصة وأن راتبي متواضع.
فجزاكم لله خيرا بم تنصحونني؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يغنيك وأن يعفك، ونوصيك بالضراعة إلى الله بأن يصرفك عن أكل الحرام، وأحسن الظن بالله فخزائنه ملأى لا تغيضها نفقة، وهو يستحي أن يرد يدي عبده صفرا، فوجه قلبك إليه أن يغنيك ويكفيك، واعلم أن الله عز وجل قد تكفل بمعونة مبتغي النكاح للعفاف، كما قال سبحانه: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}.

وفي حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. أخرجه الترمذي وابن حبان في صحيحه.

واعلم أن الله لم يجعل معصيته سببا لخير قط ـ كما قال ابن القيم ـ والمال الحرام منزوع البركة، لا يجني منه العبد إلا الشقاء في الأولى والعذاب في الأخرى، وثق ثقة تامة أنك إن تركت هذه المكاسب المحرمة ابتغاء رضوان لله فسيعوضك الله خيرا لك منها، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئا اتقاء الله عز وجل إلا أعطاك الله خيرا منه. أخرجه أحمد، وصححه الألباني.

ونوصيك بأن تقتصد في تكاليف زواجك، ولا تمدن عينيك إلى من هو أعلى منك طولا وجِدَة، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 181113.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني