الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طرق استجلاب حلاوة النعم والطاعات

السؤال

لا أعرف كيف أستشعر النعمة والفضل من الله؛ فأنا مثلا عند ذهابي إلى الصلاة أعلم أن الله هو من وفقني لذلك، ولكن لا أجد أي شعور داخلي إزاء ذلك.
فما علاج ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا بالفتوى رقم: 70399 كيف يستشعر العبد النعم، ويشكرها.

وراجع للفائدة الفتوى رقم: 73736، والفتوى رقم: 120375.
ونزيد ذلك إيضاحاً؛ فنقول: على العبد أن يلاحظ نعم الله، وألطافه.

يقول الغزالي في الإحياء: الثانية: أن يشهد بقلبه كأن الله عز وجل يراه، ويخاطبه بألطافه، ويناجيه بإنعامه، وإحسانه، فمقامه الحياء والتعظيم، والإصغاء، والفهم. اهـ.

قال تعالى في سورة الأعراف: فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. الأعراف (69).

وقد نقل الطبري عن جمع من السلف أن الآلاء النعم؛ فعلى العبد تذكر آلاء الله، وأن يُحدث نفسه بذلك، فمثلاً نعمة الصلاة، تذكر كيف منّ اللهُ على العباد بنعمة مناجاته، وهو ملك الملوك؛ روى أبو نعيم في الحلية عن بَكْر بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، أَنَّهُ قَالَ: مَنْ مَثَلُكَ يَا ابْنَ آدَمَ؟! خُلِّيَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْمِحْرَابِ تَدْخُلُ مِنْهُ إِذَا شِئْتَ عَلَى رَبِّكَ، وَلَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ، وَلا تَرْجُمَانٌ، وَإِنَّمَا طِيبُ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا الْمَاءُ الْمَالِحُ. وكيف بسط لك جوارحك حتى تركع وتسجد، وغيرك حرم ذلك. رواه أبو الشيخ عن قتادة.

وعن قوله: وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ {الذاريات:21} قال: من تفكر في نفسه، عرف أنما لينت مفاصله للعبادة.

ثم إن الله أعانك، فلولا أنه أعانك ما صليت؛ قال تعالى: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ { التكوير:28-29 }.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستحضر هذه النعم حتى في أحلك اللحظات؛ ففي الصحيحين عن البراء- رضي الله عنه-، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق، حتى أغمر بطنه، أو اغبر بطنه، يقول: والله لولا الله ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا .

فإذا لازمت ذلك، شعرت بهذه النعمة -إن شاء الله-، جعلنا الله، وإياك، ممن يكون ذاكراً نعم ربه، شاكرَها.

وراجع للأهمية فصل أسرار الصلاة، وأسرار تلاوة القرآن، وسائر ما يختص بتحصيل حلاوة الطاعات، من ربع العبادات من مختصرات الإحياء كمختصر منهاج القاصدين للمقدسي، أو تهذيب موعظة المؤمنين للقاسمي، والفتوى رقم: 199293.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني