السؤال
هل من الصواب الزواج من غير مسلمة ـ نصرانية أو بوذية ـ بعد إسلامها وتوبتها من الزنا؟ لأنه من الصعب جداً إيجاد كافرة عفيفة عذراء للزواج بها في هذا الزمان، ولن يرضى الزوج بالزواج حتى تدخل الإسلام أولاً؟ علماً بأن النية أن يكون هذا الزواج زواج مسيار تتنازل فيه الزوجة عن النفقة والسكنى والقسم ـ المبيت المنتظم ـ فربما جاء الزوج لبضعة أيام أو أسابيع لزوجته كل بضعة شهور أو كل سنة، لأن الزوجة لديها وظيفة وتعمل ولا تحتاج النفقة والسكن، ويكون الزواج دون علم أهل الزوج ـ تفادياً للرفض أو المشاكل ـ مستوفياً للشروط من ولي المرأة والشهود والمهر؟.. وهل يجوز الزواج من اثنتين أو ثلاث زوجات بهذه الطريقة بحيث لا يعلم أحد من أهل وأقارب ومعارف الزوج بهذا الأمر، بل ولا تعلم كل واحدة من الزوجات عن زواج الزوج من الأخرى؟ وهل هذا الزواج مما يبتغى به وجه الله تعالى؟ أم أنه من تزيين الشيطان؟ ولا ينوي الزوج الإنجاب إطلاقاُ لا ممن يتزوجهن بهذه الطريقة ولا من غيرهن ممن يمكن أن يتزوجهن بالطريقة التقليدية وبحصول الإشهار ومعرفة الجميع، وذلك لثلاثة أسباب:
أولاً: وجود اضطراب نفسي مزمن عند الزوج يؤثر على الحياة والإنتاج بشكل أساسي، ولا علاج له إلا بالعيش على الأدوية طوال الحياة في الغالب، واحتمال انتقال هذا الاضطراب إلى الأبناء بالوراثة ممكن.
ثانياً: فساد الزمان، وهو نفسه ـ الزوج ـ حقيقة قد عانى كثيراً من ذلك، ولا يريد أن ينجب في مثل هذا الزمان، ويعلم أن من العلماء من أجاز ذلك.
ثالثاً: نية الزوج الخروج للجهاد بنفسه دون رجعة في أقرب فرصة تتيسر له ـ بإذن الله تعالى ـ ولا يريد أن يترك أيتاماً وراءه لا سيما إن كان الجميع يجهل أمر زواجه كما في حالة زواج المسيار دون إخبار أحد من معارف الزوج، فهل يأثم الزوج إن نوى أو فعل ذلك ـ أقصد عدم الإنجاب ـ وينافي ذلك التوكل على الله تعالى؟ والفائدة من هذا الزواج دخول الكافرة إلى لإسلام ـ إذ لا زواج قبل ذلك ـ حيث إن المسلم بإمكانه الزواج من مسلمة بهذه الطريقة، ولكنه يريد الزواج من غير المسلمة لينال أجر إسلامها، لأنه يشترط إسلامها قبل الزواج، وكذلك من الفوائد إعفاف الزوج والزوجة.
وجزاكم الله خيراً.