السؤال
تذكرت ذنوبا كثيرة فيما مضى، ومن أفعالي ما لا أعرف هل هو معصية أم لا؟ ومنها: ما حدث قبل سنوات مما جعلني أندم ندما كبيرا، ففي أحد الأيام قلت لشخص: هيا بنا نصلي لنرى أيّنا أسرع صلاة؟ فهل قولي يعتبر معصية أم لا؟ وهل يعتبر استهزاء بالصلاة وردة؟ نسأل الله السلامة ـ وإن كنت أذنبت، فما هي كيفية التوبة؟ وقصدي بأداء الصلاة بسرعة الصلاة المجزئة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر أنك مبتلى بالوسوسة، ونصيحتنا لك أن تعرض عن الوساوس بالكلية، وتشغل نفسك عنها، وأن تكثر الذكر والاستغفار والتعوذ كلما خطرت الوساوس بقلبك، فقد قال ابن حجر الهيتمي حينما سئل عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب بقوله: له دواء نافع وهو الإعراض عنها جملة كافية، وإن كان في النفس من التردد ما كان، فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها، فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها وأصغوا إليها وإلى شيطانها الذي جاء التنبيه عليه منه صلى الله عليه وسلم بقوله: اتقوا وسواس الماء الذي يقال له الولهان ـ إلى أن قال: وجاء في الصحيحين ما يؤيد ما ذكرته، وهو أن من ابتلي بالوسوسة فليستعذ بالله ولينته. انتهى..
وأما عن الإسراع في الصلاة: فإنه لا حرج فيه مادامت الصلاة يحصل بها أقل ما يجزئ من الطمأنينة، وأما الإسراع الذي يؤدي إلى الإخلال بركن من أركانها، فإنه يبطلها، ولا تصح صلاة من يفعل ذلك، ولا تجوز الدعوة إليه، وقد بينا الحد الذي تحصل به الطمأنينة في الفتوى رقم: 63567، فراجعه.
والله أعلم.