السؤال
أقرأ القرآن، وأتوقف لحظات لقراءة شرح الآيات، ثم أعود بعد ذلك مباشرة لقراءة القرآن، فهل يجب أن أعيد الاستعاذة بعد كل استئناف لقراءة القرآن؟
أقرأ القرآن، وأتوقف لحظات لقراءة شرح الآيات، ثم أعود بعد ذلك مباشرة لقراءة القرآن، فهل يجب أن أعيد الاستعاذة بعد كل استئناف لقراءة القرآن؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على نص لأهل العلم بخصوص التوقف عن التلاوة للنظر في التفسير، والظاهر أن ليس عليك إعادة الاستعاذة بعد التوقف أثناء التلاوة لمجرد النظر في معنى الآية، والعودة إلى القراءة بعد ذلك مباشرة، لعدم حصول الانقطاع وعدم الإعراض عن القراءة والاشتغال بما هو أجنبي عنها، وإنما هو فيما له تعلق بها، قال ابن الجزري في النشر: إِذَا قَطَعَ الْقَارِئُ الْقِرَاءَةَ لِعَارِضٍ مِنْ سُؤَالٍ، أَوْ كَلَامٍ يَتَعَلَّقُ بِالْقِرَاءَةِ لَمْ يُعِدِ الِاسْتِعَاذَةَ. اهـ
وجاء في شرح الطيبة للنُّوَيْري: إذا قطع القارئ القراءة لعارض من سؤال أو كلام يتعلق بالقراءة لم يعد الاستعاذة، بخلاف الكلام الأجنبي، فيعيدها. اهـ
وفي الموسوعة الفقهية: إذا قطع القارئ القراءة لعذر، من سؤال أو كلام يتعلق بالقراءة، لم يعد التعوذ، لأنها قراءة واحدة. اهـ
وذهب بعض أهل العلم إلى أن قطع القراءة التي يطلب التعوذ بعده إنما هو قطعها بنية أن لا يعود إليها، جاء في الآداب الشرعية لابن مفلح: ويسن التعوذ قبل القراءة، فإن قطعها قطع ترك وإهمال على أنه لا يعود إليها أعاد التعوذ إذا رجع إليها، وإن قطعها بعذر عازما على إتمامها إذا زال عذره كفاه التعوذ الأول. اهـ.
لذلك، فإن التوقف عن التلاوة لمجرد النظر في تفسير الآية بنية العودة إلى القراءة لا يحتاج معه القارئ إلى استعاذة بعده؛ لأن ذلك بمنزلة القراءة الواحدة، وكذلك لو عرض لك ما يقطع القراءة من الأمور الضرورية كالعطاس أو التنحنح فلا يلزمك التعوذ، أما الكلام الذي لا تعلق له بالقراءة فيستحب للقارئ أن يعيد الاستعاذة بعده، لأنه في حكم المبتدئ، قال ابن الجزري في النشر:.. إِذَا كَانَ الْكَلَامُ أَجْنَبِيًّا، وَلَوْ رَدًّا لِلسَّلَامِ، فَإِنَّهُ يَسْتَأْنِفُ الِاسْتِعَاذَةَ.
هذا، وننبهك إلى أن الاستعاذة ليست واجبة في بداية القراءة على القول الراجح، وإنما مستحبة، كما قال عنها ابن الجزري في الطيبة:
وقف لهم عليه أو صل، واستُحبْ تعوّذٌ وقال بعضهم يجبْ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني