السؤال
هل من ترك فعل الحرام خوفا من الأمراض وليس خوفا من الله يشعر بسعادة وانشراح الصدر في الدنيا مثل الذي يترك الزنا أو الاستمناء؟ وهل يختلف في ذلك الشعور المسلم عن غيره؟.
أرجو التوضيح الدقيق.
هل من ترك فعل الحرام خوفا من الأمراض وليس خوفا من الله يشعر بسعادة وانشراح الصدر في الدنيا مثل الذي يترك الزنا أو الاستمناء؟ وهل يختلف في ذلك الشعور المسلم عن غيره؟.
أرجو التوضيح الدقيق.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنما يثاب الإنسان على ترك الحرام إذا تركه لله، وأما إذا تركه لغير ذلك كمصلحة أو خوفاً من مرض، فقد سلم من الإثم ولكن لا أجر له، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 211903، وتوابعها.
ولا شك أن ترك المعصية من أسباب تحصيل السعادة وانشراح الصدر، لكن هذا في الأصل خاص لمن تركها لله، ففي المسند وصحيح مسلم، واللفظ لأحمد عن أبي هريرة قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قالت الملائكة: رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة ـ وهو أبصر به ـ فقال: ارقبوه، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة، إنما تركها من جراي.
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: يعني من أجلي، وهذا يدل على أن المراد من قدر على ما هم به من المعصية فتركه لله تعالى، وهذا لا ريب في أنه يكتب له بذلك حسنة، لأن تركه المعصية بهذا المقصد عمل صالح. انتهى.
وقد يحصل لمن تركها خوفاً من الأمراض أو تركها وهو من الكفار شيء من انشراح الصدر، أو شيء من السعادة، فقد يعطي الله العبد في الدنيا، ولا يعني ذلك أنه يحبه، قال تعالى: كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا* انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا {الإسراء: 20ـ 21}.
ولمزيد فائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها: 29172، 179589، 168605، 56735.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني