السؤال
ما مدى مشروعية الدعاء التالي:
نقول: شاهت الوجوه 3 مرات، ثم تقرأ آية الكرسي 3 مرات، ونقول: اللهم ألق علي من زينتك ومحبتك وكرامتك ما تبهر به القلوب، وتذل له النفوس، وتبرق له الأبصار، وتتبلد له الأفكار، ويخضع له كل جبار متكبر.
يا عزيز يا غفار يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد لين لي قلوبهم كما لينت الحديد لداود عليه السلام، فإنهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم بين يديك في قبضتك تقلبها كيف تشاء.
يا مقلب القلوب يا علام الغيوب أطفأت غضب الناس بلا إله إلا الله، واستجلبت مودتهم ومحبتهم بمحبة محمد (صلى الله عليه وسلم) "فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرًا إن هذا إلا ملك كريم" ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أسأل الله أن يؤتي كلًّا منا سؤله في القريب العاجل. اللهم آمين.
ثمة عشر آيات قرآنية نزلت من الرب الجليل في ذلك, وأن كل من قرأها أو حملها كان معززًا مكرمًا في أعين الخلق، وإذا قرأها الإنسان على ماء المطر، ثم غسل به كان محبوبًا عند كل من رآه، وإذا قرأها على تفاحة أو أي طعام كان، وأعطاها لمن يطلب محبته كان له ما يريد، وإذا قرأها (41) مرة على ملح، ثم نثره في ماء جار، وعقد القراءة على من يريد التزوج منها، أو على من تريد التزوج منه سهل أمر الزواج - بإذن الله تعالى الحق -، وأصبح من كتبها وحملها عزيزًا لدى الناس، عذب الكلام، طيب المعشر، وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قرأ هذه الآيات العشر على تفاحة، وأطعمها حصانًا كان إلى جانبه, فلم يسع الحصان إلا التودد والتحبب إلى النبي الأكرم, حتى اشتهر خبره في الجزيرة العربية آنذاك, والآيات القرآنية هي:
(وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني * إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسًا فنجيناك من الغم وفتناك فتونًا)
(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب) آل عمران: 14
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) آل عمران: 30
(يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبًّا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا ًوأن الله شديد العقاب) البقرة:165
قد شغفها حبًا إنا لنراها في ضلال مبين) يوسف: 30
(فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) آل عمران: 159
(يحبهم ويحبوهم أذلة ٍعلى المؤمنين أعزة ٍعلى الكافرين) المائدة: 54
(لا تحسبن الذين يفرحون بما أوتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة ٍمن العذاب ولهم عذاب أليم) آل عمران: 188
(فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي فطفق مسحًا بالسوق والأعناق) ص: 32-33
(وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين) الصف: 13
أسأل الله ان يجزيكم خيرًا.
قرأت في أحد المواقع دعاء ومجموعة آيات قرآنية تجلب الجمال ومحبة الآخرين، أريد التأكد من صحتها، وإن كانت خاطئة فأريد أمورًا تورث نورًا وجمالًا بالوجه، وأعانكم الله.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا أصل للدعاء المذكور أو الأعمال المذكورة.
وبخصوص قصة الحصان المذكورة، فقد أوردها الشيخ علوي السقاف في موقع الدرر السنية تحت الأحاديث المنتشرة في الإنترنت، وحكم عليها بالكذب.
وقد ذكرنا بعض الأمور التي تحبب العبد إلى الناس في الفتوى رقم: 75982 وما أحيل عليه فيها.
ومن الأمور التي تضفي نورًا وجمالًا على الوجه:
- الإكثار من الحسنات، واجتناب الذنوب والمعاصي، قال ابن القيم في آثار الذنوب والمعاصي: ومنها: ظلمة يجدها في قلبه حقيقةً، يحسّ بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا ادلهمَّ، فتصير ظلمةُ المعصية لقلبه كالظلمة الحسّية لبصره، فإنّ الطاعة نور، والمعصية ظلمة، وكلّما قويت الظلمة ازدادت حيرته، حتّى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة، وهو لا يشعر، كأعمى خرج في ظلمة الليل يمشي وحده، وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين، ثم تقوى حتى تعلو الوجه، وتصير سوادًا فيه يراه كلّ أحد، قال عبد الله بن عباس: إنّ للحسنة ضياءً في الوجه، ونورًا في القلب، وسعة في الرزق، وقوةً في البدن، ومحبةً في قلوب الخلق، وإنّ للسيئة سوادًا في الوجه، وظلمةً في القلب، ووهنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبغِضةً في قلوب الخلق.
- ومن ذلك أيضًا: كثرة الصلاة، وخاصة قيام الليل، والإخلاص لله تعالى فيه، فإنه يكسو وجه صاحبه نورًا؛ فإن الجزاء من جنس العمل، فإنهم لما احتملوا ظلمة الليل، وهانت عليهم مكابدتها، جازاهم الله بأن نور وجوههم.
قيل للحسن: ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوها؟ قال لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورا من نوره. فضل قيام الليل والتهجد للآجري
وجاء في تفسير ابن كثير عند قوله تعالى: سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ {الفتح:29} وقال السدي: الصلاة تحسن وجوههم، وقال بعض السلف: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار.
وكذلك نشر أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام وتبليغها للناس، فعن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نضر الله امرأ سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه. رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
جاء في عون المعبود: قَالَ الْخَطَّابِيُّ: مَعْنَاهُ الدُّعَاء لَهُ بِالنَّضَارَةِ وَهِيَ النِّعْمَة وَالْبَهْجَة, يُقَال نَضَرَهُ اللَّه وَنَضَّرَهُ بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّثْقِيل، وَأَجْوَدُهُمَا التَّخْفِيفُ. اِنْتَهَى. وَقَالَ فِي النِّهَايَة: نَضَّرَهُ وَنَضَرَهُ وَأَنْضَرَهُ أَيْ نَعَّمَهُ، وَيُرْوَى بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد مِنْ النَّضَارَة, وَهِيَ فِي الْأَصْل حُسْن الْوَجْه وَالْبَرِيق, وَإِنَّمَا أَرَادَ حُسْن خُلُقه وَقَدْره. اِنْتَهَى. قَالَ السُّيُوطِيُّ: قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جَابِر: أَيْ أَلْبَسَهُ نَضْرَة وَحُسْنًا وَخُلُوصَ لَوْنٍ وَزِينَةً وَجَمَالًا, أَوْ أَوْصَلَهُ اللَّه لِنَضْرَةِ الْجَنَّة نَعِيمًا وَنَضَارَة. قَالَ تَعَالَى: {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً} {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ}. قَالَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ: مَا مِنْ أَحَدٍ يَطْلُب حَدِيثًا إِلَّا وَفِي وَجْهه نَضْرَة, رَوَاهُ الْخَطِيب.
والله أعلم.