السؤال
أنا طالب في الجامعة في السنة الأولى وأحب فتاة أصغر مني بعام منذ ما يقارب العامين، وكنت قبل علاقتي بها لا أصلي ولا لي علاقة بالدين تذكر، وبعد ارتباطي بها بدأت تساعدني على الرجوع إلى الدين، تقابلنا عدة مرات وفي كل مرة أقبلها وأحضنها لعدة دقائق وبعد ذلك أرجع إلى بيتي وأصلي بخشوع أكثر وأبكي في صلاتي شكرا لله على هذه الفتاة وعلى ما حدث وأتمنى حدوثه مجددا ويبقى التأثير عدة شهور ومنذ شهر قررنا عدم اللقاء لأنه حرام فبدأت علاقتي بربي وبمن حولي تسوء إلى أن وصلت إلى فقدان الأمل في الله والدنيا والآخرة، ووصلت لدرجة أنني لا أحتمل الحياة دونها وجربت الانتحار! وسؤالي هنا: هل يجوز أن أقابل تلك البنت ثانية؟ علما بأنني لا أطلب الزنا بل عدة دقائق؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يعرف اليوم بعلاقة الحبّ بين الشباب والفتيات أمر لا يقرّه الشرع ولا ترضاه آداب الإسلام، وإنما هو دخيل علينا من عادات الكفار وثقافات الانحلال، وهو باب شر وفساد عريض تنتهك باسمه الأعراض، وترتكب خلف ستاره المحرمات، وكل ذلك بعيد عن هدي الإسلام الذي صان المرأة وحفظ كرامتها وعفتها ولم يرض لها أن تكون ألعوبة في أيدي العابثين، وإنما شرع أطهر سبيل وأقوم طريق إلى العفاف بالزواج الشرعي لا سواه، وانظر الفتوى رقم: 1769.
وإذا تعلق قلب الرجل بامرأة دون كسب منه أو سعي في أسبابه، فلا حرج عليه في ذلك، لكن المشروع له حينئذ أن يخطبها من وليها، فإن أجابه فبها ونعمت، وإن قوبل بالرفض انصرف عنها إلى غيرها.
وعليه؛ فإن كنت تقدر على الزواج من تلك الفتاة فلتبادر بزواجها، وإلا فالواجب عليك قطع كل صلة بها والمبادرة بالتوبة إلى الله مما فرطت فيه من قبل، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه، ولا ريب في بطلان دعواك أنّ علاقتك المحرمة تقربك من الله، فتلك وسوسة من الشيطان وخداع من النفس الأمارة بالسوء، فاحذر من تخذيل الشيطان وإيحائه لك باليأس والعجز عن التوبة من تلك العلاقة المحرمة واستعن بالله ولا تعجز، وللفائدة راجع الفتويين رقم: 61744، ورقم: 9360.
والله أعلم.