السؤال
ما حكم الدعاء بما يشاء المسلم في الجلوس بين السجدتين؟ وهل فضل الدعاء بعد الركوع وأجره كما يفعل الأئمة أكبر من أجره بين السجدتين؟
ما حكم الدعاء بما يشاء المسلم في الجلوس بين السجدتين؟ وهل فضل الدعاء بعد الركوع وأجره كما يفعل الأئمة أكبر من أجره بين السجدتين؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمشروع بعد الاعتدال من القيام هو الذكر والثناء على الله سبحانه، كما هو مبين في الفتوى رقم: 21115، والمشروع في الجلوس بين السجدتين هو الدعاء والسؤال، كما هو مبين في الفتوى رقم: 4713.
كما يشرع له في القيام قراءة القرآن، وتتفاوت فيما بينها أجناس هذه المذكورات تتفاوت في الفضل.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: جنس تلاوة القرآن أفضل من جنس الأذكار، كما أن جنس الأذكار أفضل من جنس الدعاء. انتهى
فأفضل الذكر بعد قراءة القرآن ما كان ثناء على الله سبحانه، وهذا مقدم على سؤال العبد وطلبه لنفسه، لحديث: "من شغله ذكري عن مسأتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين".
ولأن الثناء يتضمن مقصود الدعاء، والثناء يستلزم الإيمان بالله وتوحيده بخلاف الدعاء، فقد لا يستلزمه، فالكفار يسألون الله، فيعطيهم كما أخبر الله عنهم في للقرآن في غير موضع، فدعاؤهم لم يستلزم توحيدهم بخلاف ثناء المؤمن على ربه، وهذا الذي ذكرناه من التفاوت في الفضل هو الأصل، وقد يخرج عنه.
يقول شيخ الإسلام: العمل المفضول قد يقترن به ما يصيره أفضل من ذلك. انتهى
وذلك مثل أن يقترن المفضول بزمان أو مكان أو عمل أفضل، ففي حال الركوع والسجود يفضل الذكر والدعاء على قراءة القرآن، فقد جاء النهي عن قراءة القرآن في هذين الموطنين.
فأفضل عمل أثناء الصلاة أن يأتي الإنسان بالقراءة في موطنها، والذكر في موطنه والدعاء في موطنه.
قال شيخ الإسلام: وأفضل العبادات البدنية الصلاة، وفيها القراءة والذكر، والدعاء وكل واحد في موطنه مأمور به. انتهى
والحاصل أنه يجوز لك أن تدعو بما شئت أثناء القيام أو الركوع أو بين السجدتين، ولكن الأفضل لك أن تأتي في كل موطن من مواطن الصلاة بما هو مأثور فيه من الذكر نوعاً ولفظاً.
قال شيخ الإسلام: ويجوز الدعاء في القيام أيضاً وفي الركوع، وإن كان جنس القراءة والذكر أفضل، فالمقصود أن سؤال العبد لربه السؤال المشروع حسن مأمور به. انتهى
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني