السؤال
أتاني مقطع فيديو وعنوانه: دعوة أقسم النبي عليه الصلاة والسلام أن من قالها فرج الله عنه. ورأيت المقطع، وأثناء المقطع كانت الدعوة: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) وبعدها أتاني شيء في صدري لا أريد التكلم به، وبعدها انزعجت كأن شيئًا يقول لي: أنت تتنقص الدعاء - والعياذ بالله من ذلك - وكنت أعرف الدعاء، لكني كنت أحسبه دعاء آخر، فأفتونا مع العلم أنه قبل أن يحدث لي هذا كانت عندي وساوس كثيرة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنا ننصحك بالإعراض الكلي عن الاسترسال مع الشيطان في التفكير في هذا الموضوع، وأيقن أن ما حصل منك ليس فيه ما يزعج، فأنت ذكرت أنك موسوس، وأنك لم تتكلم بما حصل في صدرك، والله تعالى تجاوز لنا عما تتحدث به النفوس ما لم نتكلم، أو نعمل به؛ فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.
قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا، وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلاً عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً، وانتفت عنه الريبة والشكوك. اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في الفتاوى: والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان، وبوساوس الكفر التي يضيق بها صدره كما قال الصحابة: يا رسول الله، إن أحدنا ليجد في نفسه ما لئن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: ذاك صريح الإيمان. وفي رواية: ما يتعاظم أن يتكلم به، قال: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة. أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة له، ودفعه عن القلب هو من صريح الإيمان، كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه، فهذا أعظم الجهاد، والصريح الخالص كاللبن الصريح، وإنما صار صريحًا لما كرهوا تلك الوساوس. اهـ.
والله أعلم.