الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية معاملة الأخ الذي يتهم إخوانه بالتقصير في رعاية والديهم

السؤال

نحن أربعة إخوة، بنتان وولدان، أخ بالخارج، وأنا بالطائف، وأخت بمكة، وأخ يسكن في عمارة مع أبي وأمي بجدة، هذا الأخ دائما يتهمنا بالتقصير مع أبي وأمي، ودائما يقول: إنه هو الذي يرعاهم، ونحن نتملص من خدمتهم، ولا نحضر لهم أسبوعيا، علما أننا موظفات، وزوجي طبيب، ويتطلب عمله نوبات كل أسبوعين لمدة أسبوع كامل، ونحن إذا لم يكن لنا أي ارتباطات ننزل لهم جدة بمعدل 1-2 في الشهر، حتى الإجازات، وهذا الأخ عندما تذهب زوجته مع أمي إلى المستشفى، وغالبا الموعد يكون وسط الأسبوع، يتمنن علينا بذلك، ويطلب منا أن نقدرها ونشكرها لذلك، وهذا بتحريض منها؛ علما عندما كنت بجدة سابقا، كنت أنا أروح مع أمي المواعيد، ومواعيدها لا تتجاوز 4-5 مرات في السنة، ونحن - البنتين - نحاول قدر المستطاع البر بوالدينا، لكن هذا الأخ يلاحقنا بلسانه.
ماذا نفعل؟ ووالدي يقول هذا طبع أخيكم، أهملوه. الرجاء ماذا نفعل معه وزوجته التي تحرضه علينا، وتؤلف قصصا كاذبة عنا، وتختلق مشاكل؟ وهو لسانه طويل، ويتعدى حدوده معنا، وظنه سيئ، في حين أنه لا يراعي كل احتياجات الوالدين من شراء أغراض وأكل وما يحتاجونه. نرجو النصيحة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحقّ الوالدين على الأولاد عظيم، وبرّهما من أعظم أسباب رضوان الله، كما أن عقوقهما من أكبر الكبائر. وإذا احتاج الوالدان للخدمة والرعاية فواجب على جميع الأولاد خدمتهما ورعايتهما، وانظري تفصيل ذلك في الفتوى رقم : 165663.

وإذا لم يحتاجا لرعاية أو خدمة، وكانا يستطيعان القيام بذلك بأنفسهما سقط عن الأولاد ذلك.
وعليه، فالذي ننصحكم به أن تجتهدوا في بر والديكم، وأن تتعاونوا على ما يحتاج إليه والداكم من الخدمة والرعاية ، وإذا كانت زوجة أخيكم تقوم برعاية والديكم، فإنها تستحق الشكر على ذلك، أما إساءة أخيكم إليكم فينبغي نصحه في ذلك، مع مراعاة حقه في الصلة، فإن صلة الرحم واجبة حتى لمن يقطعها، مع التنبيه إلى أنّ مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى : { وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } فصلت(34).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني