السؤال
عندي معاناة، الله عز وجل وحده بها عليم، أفكار سيئة عن الله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم، إساءات عظيمة، دنيئة وقبيحة وخبيثة، وكفر صريح، تتكرر كل يوم، وكل وقت، وكل ساعة، بل أغلب الأوقات، عذبتني ، وأحس بأنني سأجن بسببها، وصداع يصيب رأسي وأحيانا لا أعرف النوم، وأكلم نفسي مثل المجانين، تأتيني في الصلاة والوضوء والحمام وفي السيارة وفي البيت وفي كل زمان ومكان، قلت أعوذ بالله من الشيطان، لا إله إلا الله، آمنت بالله ورسوله: هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ـ وقلت: حسبي الله ونعم الوكيل، حاولت أن أقطع التفكير ولا أسترسل معه، أعرف أنه أصاب الصحابة، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا من صريح الإيمان لكن الصحابة نفوسهم طاهرة وإيمانهم قوي، وأحيانا أضرب يدي بالجدار، وأحيانا أضرب رأسي... لا أقدر أن أدخل أو أخرج، أو أصل الأرحام أو أغتسل، ومقصر مع خطيبتي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن ما أشرت إليه من الوساوس القبيحة، ليست من فعلك، ولست بمؤاخذ عليها، وهي أقرب ما تكون للأمراض النفسانية المعروفة، كالوسواس القهري والتفكير الوسواسي، الذي لا يستطيع صاحبها التوقف عن الأفكار السخيفة التي تعرض له، رغم إيمانه بأنها خاطئة، ومحاولته المستمرة أن يتوقف عنها، فمثل هذا لا يقف الحد معه عند مجرد العفو والتجاوز والمغفرة! بل صاحبها مأجور على مجاهدته وكرهه لها ونفوره منها، وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 60628، 3086، 134765.
ولذلك، فإننا نوصي السائل بالكف عن هذه الوساوس والإعراض عنها بالكلية، وأن يعيش حياته بشكل طبيعي، وأن لا يشق على نفسه بالغسل لكل صلاة وغير ذلك مما يترتب على الوسوسة من أحكام يتوهما السائل ولا حقيقة لها، تقطعه عن مصالحه، وتعطله عن واجباته الدينية والاجتماعية، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 136381.
ولا مانع من أن يراجع السائل طبيبا نفسانيا ممن يعرف بالتدين، وعنده شيء من العلوم الشرعية، فإنه متى جمع إلى ذلك العلم بالطب، صار أقرب إلى التوفيق والفلاح في معالجة مثل هذه الأمراض.
والله أعلم.