الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتكاب الذنب مع نية التوبة فخ شيطاني

السؤال

ما حكم إقدام العبد على الذنب مع نية التوبة بعده مع فرض أنه ضمن العيش والتوبة؟ يحصل أن المرء عندما يخبر بأن الإقدام على المعصية مع نية التوبة بعده حرام، لأنه لا يضمن التوبة، يقول: لقد رأى لي أحد الناس رؤيا فسرت بأنني سأعيش طويلا ومتدينا، ومن هذا الكلام يفهم أنه ضمن العيش والتوبة، أليس كذلك؟ فما حكم ذلك؟ وهل يعد ذلك استخفافا بحرمات الله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا يجوز ارتكاب الذنب مع نية التوبة منه، ولا يجوز الاعتماد على المرائي في هذا، فان هذا من مكر الشيطان وكيده، إذ لا يدري الإنسان هل يعيش حتى يتوب؟ وحتى لو عاش فعلا فإنه لا يدري هل يوفق للتوبة أم لا؟ وقد قال الشيخ أبو حامد الغزالي رحمه الله: المسوف يبني الأمر على ما ليس إليه، وهو البقاء، فلعله لا يبقى، وإن بقي فلا يقدر على الترك غدا كما لا يقدر عليه اليوم، فليت شعري هل عجز في الحال إلا لغلبة الشهوة، والشهوة ليست تفارقه غداً، بل تتضاعف، إذ تتأكد بالاعتياد، فليست الشهوة التي أكدها الإنسان بالعادة كالتي لم يؤكدها، وعن هذا هلك المسوفون، لأنهم يظنون الفرق بين المتماثلين ولا يظنون أن الأيام متشابهة في أن ترك الشهوات فيها أبداً شاق، وما مثال المسوف إلا مثاله من احتاج إلى قلع شجرة فرآها قوية لا تنقلع إلا بمشقة شديدة فقال أؤخرها سنة ثم أعود إليها وهو يعلم أن الشجرة كلما بقيت ازداد رسوخها، وهو كلما طال عمره ازداد ضعفه، فلا حماقة في الدنيا أعظم من حماقته، إذ عجز مع قوته عن مقاومة ضعيف فأخذ ينتظر الغلبة عليه إذا ضعف هو في نفسه وقوي الضعيف. انتهى.

وراجع للفائدة الفتوى رقم: 42189.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني