الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من قالت لزوجها: وجه الله، وجه أبيك لا تدخل هذا البيت أبدا

السؤال

سؤالي هو: أبي وأمي حصلت بينهما مشكلة بسيطة نوعاً ما، والحاصل أن أبي لا يرد، وأمي جالسة تخاصم وغاضبة، وقالت لأبي: وجه الله وجه الله، وجه الله، وجه أبيك في قبره لا تدخل هذا البيت أبدا، فماذا يترتب على كلام أمي إن كان هناك ما يترتب؟ وهل تكون كفارة أم ماذا؟.
أفيدونا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن قول أمك: وجه الله، وكذا قولها: وجه أبيك، يحتمل أحد أمرين:
الأمر الأول: أنها حلفت بوجه الله، وذلك جائز، لأنه حلف بصفة من صفات الله، وكذلك حلفت بوجه أبي زوجها، وذلك غير جائز، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كان حالفاً فليحلف بالله، لا تحلفوا بآبائكم. رواه البخاري ومسلم.

ويلزم أمك بحلفها بالله كفارة يمين إذا خالفها زوجها ودخل البيت، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 97399.

وراجع في كفارة اليمين الفتوى رقم: 2053.

وتلزمها التوبة من حلفها بوجه أبي زوجها، وليس عليها كفارة، لأن اليمين لا تنعقد بالحلف بالمخلوق، قال ابن قدامة ـ رحمه الله في المغني: وَلَا تَنْعَقِدُ الْيَمِينُ بِالْحَلِفِ بِمَخْلُوقٍ، كَالْكَعْبَةِ، وَالْأَنْبِيَاءِ، وَسَائِرِ الْمَخْلُوقَاتِ، وَلَا تَجِبُ الْكَفَّارَةُ بِالْحِنْثِ فِيهَا، هَذَا ظَاهِرُ كَلَامِ الْخِرَقِيِّ، وَهُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ الْفُقَهَاءِ. انتهى.

والأمر الثاني: أنها سألت زوجها بوجه الله ألا يدخل البيت، فإذا دخله فلا كفارة عليها، لأن هذا ليس يميناً، وراجع الفتوى رقم: 117303.

وأما سؤالها زوجها بوجه أبيه: فليس من اليمين كذلك، ولا كفارة عليها إذا دخل، وللفائدة يرجى مراجعة الفتويين رقم: 135197، ورقم: 133139.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني