السؤال
سألت من قبل أكثر من مفت عن أسئلة كثيرة، وبعضها كان المفتي الذي أسأله يجيبني بطريقة طبيعية، وفي بعض الأحيان كان المفتي يفتيني، ولكنه يخبرني أن هذا وسوسة، وفي بعض الأحيان كان المفتي ينهرني بشدة بسبب أن سؤالي ناتج عن الوسوسة من وجهة نظره، وسؤالي هو: أعلم أنه لا يجوز فعل شيء دون السؤال عن حكمه، وإذا سألت عن بعض الأشياء أحيانًا يعاملني المفتي بشدة، ويقول لي: إن عليّ أن أسأل غيره، ولا أضيع وقته؛ لأنه يقول: إن أسئلتي أسئلة موسوس، فكيف أفرق بين الأسئلة الناتجة عن الوسوسة وبين الأسئلة الطبيعية غير الناتجة عن الوسوسة -جزاكم الله خيرًا-؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أن تتعلم أحكام الشرع، وما يلزمك فعله وتركه، وما جهلت حكمه فإنك تسأل عنه حتى تعلم.
وأما ما يعرض لك من الوساوس بعد معرفة حكم الشرع، فعليك أن تتجاهله، ولا تعيره اهتمامًا، فإنه لا علاج للوساوس أمثل من الإعراض عنها، فمثلًا يجب عليك أن تتعلم كيفية الوضوء، وما يجب فيه، وما يشترط له، ثم إذا عرضت لك الوسوسة بعد هذا في كونك قد غسلت موضع كذا، أو لم تغسله، فلا تلتفت إلى هذا الشك الناشئ عن الوسوسة، ولا تعره اهتمامًا.
وإذا سألت عن أمر ونبهك المفتي على أنه ناشئ عن الوسوسة، فعليك أن تتجنب السؤال عنه، وعما أشبهه، وأن تتجاهل الوساوس تجاهلًا تامًا، وراجع لبيان كيفية علاج الوسوسة الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.
والله أعلم.