السؤال
لقد عانيت لفترات طويلة من الوساوس، ولا أعلم إن كان بعضها قد تحول إلى شبهات في العقيدة، فهل يكفر الإنسان بالشبهات؟ وما الفرق بين الشبهة في نقطة معينة، والتفكير فيها، والبحث في الدليل للتثبت منها، ودفع الشبهة، وبين الشك في الدين، والحديث الشريف الذي مقتضاه أن على الموسوس أن يستعيذ، ويتفل ثلاثًا عن يساره، ويقول: آمنت بالله، ورسله؟ وهل يعني ذلك أنه كلما جاء خاطر، وجب على الإنسان ذلك، أم هذا في حالة استرسال الإنسان في فكرة معينة، وسيطرتها عليه، فيدفعها بذلك؟ وهل يأثم من يتجاهل الفكرة دون الاستعاذة، وتطبيق مضمون الحديث الشريف، وذلك في الخواطر السريعة؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن وساوس العقيدة ليس لها علاج أمثل من الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فمهما عرضت لك هذه الوساوس، فتجاهلها، ولا تعرها اهتمامًا.
وإذا تعلمت ما يلزمك من أمور الاعتقاد، وحققت الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، فلا تلتفت إلى ما يلقيه الشيطان في قلبك بعد هذا من الشبهات، والشكوك، واعلم أن من جاهد الوساوس فهو على خير ما دام يجاهدها، ويسعى في التخلص منها؛ وراجع الفتوى رقم: 147101.
وليس التعوذ عند ورود الوسوسة بواجب، ولكنه أمر مستحب؛ إذ الشيطان هو الذي يلقي في قلب العبد هذه الوساوس، فمن أعرض عن الوسوسة ولم يتعوذ، فلا إثم عليه، ومن تعوذ من الشيطان، فهو أكمل وأولى.
والله أعلم.