السؤال
أنا مسلم من عائلة مسلمة، كنت أجهل ما في ترك الصلاة، ولا أعلم ماذا يترتب على تاركها، وبعدها علمت أنه كافر، وتربيت على هذا النمط، وكنت أصوم رمضان دون صلاة؛ لأن عائلتي كانت تفعل ذلك، وقبل البلوغ كنت أصلي وأترك، والتزمت منذ أكثر من سنة، ثم تركتها، وبعد البلوغ كنت أصلي أسبوعين وأترك، وكنت أصوم وأفطر، ولا أصلي، وفي بعص الرمضانات كنت أصلي وأصوم، وكنت أفكر وأدعو الله أن يهديني للصلاة، وبعدها حصل معي موقف قراءة أفكاري من قبل شخص، وبعدها ـ أستغفر الله العظيم ـ بدأت الشك، وبدأت تأتيني أفكار الإلحاد، وبعدها جرني الشيطان إلى الكفر، والاستهزاء بالله، وبالأنبياء، فهل حبطت أعمالي بعد الكفر؟ وهل سؤالي هذا كفر؛ لأنني لا أثق بأن الله يغفر كل الذنوب؟ وما الحل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما وساوس الكفر فلا تضر المبتلى بها ما دام كارهًا لها، نافرًا منها، والذي يظهر لنا من سؤالك أنه لم يكن منك كفر أو ردة، وأن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد وسوسة، وعلاج تلك الوساوس هو أن تعرض عنها، وألا تلتفت إليها، بل تجاهلها كلما عرضت لك، وتعوذ بالله من الشيطان، فإنه هو الذي يلقيها في قلبك، واعلم أنك على خير ما دمت تجاهد هذه الوساوس، وتسعى في التخلص منها، وانظر الفتوى رقم: 147101.
وعليك أن تستقيم على شرع الله، وتحافظ على طاعة الله، وتتجنب معصيته تعالى، فإن هذا هو سبيل النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة، وأما ترك الصلاة: فإنه ذنب عظيم، ومنكر جسيم، وانظر لبيان خطورته الفتوى رقم: 130853، وكذا تعمد الفطر في نهار رمضان هو من كبائر الذنوب، وانظر الفتوى رقم: 111650.
فعليك أن تحافظ على صلاتك وصيامك، وتقضي ما تعمدت تركه من ذلك، فإنه دين في ذمتك، لا تبرأ إلا بقضائه، ولو فرض أنه وقع منك كفر -والعياذ بالله- فعليك أن تبادر إلى التوبة النصوح، وأيقن أن الله تعالى يغفر الذنوب جميعًا، وأن من تاب إليه بصدق تاب عليه، وأقال عثرته، وغفر زلته مهما عظمت، كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
والله أعلم.