السؤال
هل قسوة القلب يأثم عليها صاحبها؟ وما مظاهرها وأسبابها وعلاجها؟ وما هي الكتب التي تحدثت عن ذلك؟
هل قسوة القلب يأثم عليها صاحبها؟ وما مظاهرها وأسبابها وعلاجها؟ وما هي الكتب التي تحدثت عن ذلك؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن قسوة القلب ـ أعاذنا الله منها ـ متفاوتة، فمنها ما يوقع العبد في المعاصي والمحرمات، ومنه ما هو دون ذلك، فمتى أوصلت قسوة القلب صاحبها إلى ارتكاب المحرمات، أو ترك الواجبات فإنه يأثم بذلك، وإلا فلا، وإن كان ينبغي عليه بذل وسعه للتخلص من هذا المرض المذموم عمومًا، مع التوكل على الله في حصول ذلك، فهو سبحانه مقلب قلوب العباد، وقلوبهم بين أصابعه، يقلبها كيف يشاء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن قيل: فخشوع القلب لذكر الله وما نزل من الحق واجب، قيل: نعم، لكن الناس فيه على قسمين: مقتصد، وسابق، فالسابقون يختصون بالمستحبات، والمقتصدون الأبرار: هم عموم المؤمنين المستحقين للجنة، ومن لم يكن من هؤلاء، ولا هؤلاء، فهو ظالم لنفسه، وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، ودعاء لا يسمع ـ وقد ذم الله قسوة القلوب المنافية للخشوع في غير موضع... ثم لا بد من التوكل على الله فيما لا يقدر عليه، ومن طاعته فيما يقدر عليه.
وأما مظاهر قسوة القلب فمنها: الغفلة عن ذكر الله، وعدم الخشوع، وعدم التأثر بكلام الله والمواعظ الإيمانية، وقلة الحياء من الله، وقلة الخوف منه، وعدم المبالاة باقتحام المناهي، وترك أعمال البر وأبواب الخير، وعدم الرحمة بالخلق، ووحشة يجدها العبد في قلبه مع ربه، ومع الصالحين، وأسباب قسوة القلب قد ذكرنا طرفًا منها في الفتوى رقم: 47474.
وبخصوص علاجها راجع الفتويين رقم: 220207، ورقم: 211831، وما أحيل عليه فيهما.
والكلام على قسوة القلب تجده في ثنايا كتب الرقاق والسلوك، في الأبواب التي تتناول أحوال القلوب وأمراضها، ونحو ذلك، ومن ذلك كتاب إغاثة اللهفان من مكائد الشيطان لابن قيم الجوزية، ومنهاج القاصدين لابن الجوزي، وغيرهما.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني