السؤال
من المعروف أن الاستغفار يجلب المال، والبنين، والزواج، كما قال الله تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا {نوح:10-12}،
ما الحكم في من يستحي من الله، أو يحتقر نفسه أن يستغفر فقط لأجل هذه الأشياء؛ حيث إنه يرى أن مراد الاستغفار هو الندم على الذنوب فقط، وأنه يجب أن لا يكون مقرونا بأي منفعة للشخص، بمعنى آخر أن الشخص الذي يستغفر فقط لأجل إدراك هذه النعم الثلاث، هو غير صادق في توبته إلى الله.
ما رأيكم في هذا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأكمل بلا شك أن يكون استغفار العبد، وتوبته خالصا لوجه الله تعالى، وألا يقرن بذلك إرادة عوض من الأعواض الدنيوية، وإن كان الاستغفار بنية حصول الخير، واندفاع الشر لا يمنع ولا حرج فيه؛ ولتنظر الفتاوى التالية أرقامها: 191083، 140066 164699.
والحاصل أنه لا حرج على العبد في الاستغفار تقربا إلى الله، وابتغاء ما وعد عليه من الثواب الدنيوي، وإن جرد استغفاره وعباداته لله وحده، وجعلها خالصة له سبحانه دون هذا التشريك، فهو أكمل.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين- حسنى الدنيا، وحسنى الآخرة-; فلا شيء عليه؛ لأن الله يقول: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} ، [الطلاق: من الآية2-3] ، فرغبه في التقوى بذكر المخرج من كل ضيق، والرزق من حيث لا يحتسب.... والأصل ألا نجعل في العبادات نصيبا من الدنيا. انتهى.
والله أعلم.