السؤال
أثابكم الله. أريد أن أستشيركم في طريقة لدراسة الفقه.
الطريقة هي: أقوم بضبط شرح بلوغ المرام على يد شيخ متقن، فأضبط شرحه، وترجيحاته على المسائل، والأحكام من كتاب الطهارة فقط، ثم أنتقل إلى كتاب الطهارة من زاد المستقنع، فأضبطه على طريقة بلوغ المرام، ثم أنتقل إلى كتاب الطهارة من أحد كتب الفقه المقارن كبداية المجتهد لابن رشد، أو المغني، وآخذ منه كتاب الطهارة فقط، وأضبط الأقوال والخلاف، والأدلة، والعلل. وبعد أن أنتهي أنتقل لكتاب الصلاة وهكذا.
فما رأيكم؟
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فالطريقة التي ذكرتها، فيها فائدة ولا شك، إلا أنها تفوت عليك طلب علم بقية أبواب الفقه؛ فالعلم كثير، والعمر ربما قصير. وإذا اشتغلت بالباب الواحد من أبواب الفقه، وأخذت تقرؤه من عدة كتب، فإن هذا يفوت به علم غيره من الأبواب التي تحتاجها في عباداتك، ومعاملاتك، والإتقان الذي تنشده قد لا يتأتى بتلك الطريقة، فربما ذُكرت مسألة فقهية في كتاب الطهارة، ولها تعلق بأبواب أخرى من أبواب الفقه. فإذا اقتصرت على أبواب الطهارة، لم تتمكن من إتقان تلك المسألة بجميع صورها وتفريعاتها، وأنت تظن أنك أتقنتها .
والذي ننصحك به هو دراسة كتاب فقهي كامل على شيخ متقن، وتصور مسائله، وحفظها، ومعرفة حدودها، ثم الانتقال إلى كتاب أوسع منه، وهكذا حتى يصير عندك تصور للفقه بأبوابه المختلفة، وتكسب الملكة الفقهية التي تستعين بها على تحقيق الإتقان.
والله أعلم.