الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يدل ظلم الآخرين لمَن تاب من ظلم الناس على عدم قبول التوبة؟

السؤال

إنسان ظلم واستهزأ بأشخاص عندما كان صغيرًا، وبعيدًا عن الله جل وعلا، وبعد ذلك تاب بصدق، واستقام، ثم ابتلاه الله جل وعلا بظلم الناس له، والاستهزاء به، فأذاقه الله سبحانه من نفس الكأس، فهل هذا دليل على عدم قبول توبته؟ وبماذا يرفع العبد البلاء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا تاب هذا الشخص توبة صادقة، مستجمعة لشروطها، فإن الله تعالى يقبل توبته، ويتجاوز عنه، وليس ما يحصل له من البلاء بعد ذلك بسبب هذا الذنب الذي قد تاب منه توبة نصوحًا، بل قد يكون بسبب ذنوب أخرى لم يتب منها، وقد يكون امتحانًا من الله تعالى؛ ليرفع به درجته، ويكفر به سيئاته، فعليه أن يتلقى هذا البلاء بالصبر الجميل، وأن يستعين بالله تعالى على رفعه، فإنه لا يأتي بالحسنات إلا الله، ولا يدفع السيئات إلا الله، وليذكر هؤلاء الساخرين به المستهزئين منه بالله تعالى، وأن فعلهم هذا لا يجوز، وأنهم بذلك يعرضون أنفسهم لسخط الله وعقوبته، وليستعن عليهم بمن يمكنه دفعهم، ورد عدوانهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني