الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسوسة في تكبيرة الإحرام والبسملة, وهل يأثم من غلبه الوسواس حتى خرج الوقت؟

السؤال

لدي سؤال متعلق بالصلاة، وهو: إنسان لديه صعوبة شديدة في النطق بتكبيرة الإحرام، حتى إنه يتشنج، ويتصلب، ويتصبب منه العرق، ويحصل له الشيء الذي لا يطاق، وقد قال له بعض الطيبين: كبر كيف ما يكون، حتى ولو لم تكبر تكبيرة كاملة، بل هناك من قال له: لا تكبر أصلًا، وهذا الذي قال له ذلك ممن يدرسون في المسجد، علمًا أن اشتغاله بالتكبير يفوت عليه الركعة في الصلاة، ويدخل إلى الصلاة متشنجًا يتصبب عرقًا، كما أن المصلين في المسجد صاروا يتضايقون منه، بل ربما يتجنبون الصلاة إلى جانبه، فماذا يعمل من هذا حاله، وقد فسد عليه دينه ودنياه؟ وكذلك في البسملة للوضوء، فبماذا تشيرون عليه؟ وهل يأثم من يخرج عليه وقت الصلاة وهو من أول الوقت يعاني؛ لأنه مبتلى، ولا يستطيع، ويريد أن يتقن صلاته؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالوسوسة من شر الأدواء، وأخطر الأمراض التي متى تسلطت على العبد أفسدت دينه ودنياه، وعلى الشخص المبتلى بالوسوسة أن يجاهد نفسه في مدافعتها، ويسعى ما أمكنه للتخلص منها، ولتنظر لعلاج الوسوسة الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.

فعلى هذا الشخص أن يكبر بصورة عادية، مدافعًا للوساوس ما أمكن، وليستحضر أن الله رحيم بعباده، بر بهم، وأن ما يعاني منه إنما هو من تلبيس الشيطان عليه، وتلاعبه به، فليطرح عنه هذه الوساوس بالمرة، ولا يعرها اهتمامًا.

ولا بد من تكبيرة الإحرام، ولكن أمرها ميسور، فليكبر بصورة عادية، دون تكلف أو تنطع، ومهما وسوس له الشيطان أن تكبيره غير صحيح، فليعرض عن وسواسه، ولا يلقي له بالًا.

وأما التسمية في أول الوضوء: فهي سنة، فلو تركها لم يكن عليه إثم، وكان وضوؤه صحيحًا ـ إن شاء الله ـ وإن كنا ننصحه أن يأتي بها من غير تكلف، أو وسوسة.

ومن غلبه الوسواس حتى خرج الوقت فنرجو ألا يكون آثمًا؛ لأنه في معنى المكره، ولكن عليه أن يأخذ بأسباب التعافي من هذا الداء، ومن ذلك تجاهل الوساوس، والسعي في مدافعتها ما أمكن -نسأل الله للمبتلين الشفاء والعافية-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني