الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

قرأت كتاب الإمام ابن القيم، ولكن ‏هل عقوبات المعاصي التي ذكرها ‏الإمام ابن القيم في كتاب الداء ‏والدواء، تتعلق بمعصية معينة ‏كاللواط، أم بأي معصية كانت كبيرة، ‏أو صغيرة كالاستمناء مثلا؟
‏ أرجو التوضيح من سيادتكم.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فقد عقد الإمام ابن القيم عدة فصول في كتابه "الداء والدواء" عن العقوبات، ولا ندري عن أيها يسأل الأخ السائل.

فقد عقد فصلا في" العقوباتِ الشرعيةَ التي شرعها الله ورسوله، على الجرائم"

وأعقبه بفصل عن أن عقوبات الذنوب نوعان: شرعية، وقدرية.
وذكر بعد ذلك فصلا في أن العقوبات تتفاوت درجاتها بتفاوت الذنوب.

ولو قرأت كلامه في تلك الفصول، لتبين لك هذا، وأن العقوبات ليست سواء.
وإن كنت تعني العقوبات القدرية التي ذكر أنها نوعان: نوع على القلب، ونوع على البدن. وأن التي على القلوب نوعان: أحدهما: اَلام وجودية يُضرَب بها القلبُ.
والثاني: قطع الموادّ التي بها حياته، وصلاحه عنه. وإذا قطعت عنه حصل له أضدادها.
والتي على الأبدان نوعان: نوعٌ في الدنيا، ونوع في الأخرى.
فإن هذه العقوبات قد يعاقب بها العبد على الذنب الكبير، وقد يعاقب بها على الذنب الصغير أيضا؛ فإن الاستمناء قد يعاقب عليه العبد عقوبة قلبية، فيتألم، أو يقطع عنه به الانتفاع بالمواعظ والقرآن، وربما عوقب عليها أيضا بعقاب على بدنه في الدنيا بالمرض ونحوه. أو في الآخرة، فينبغي للعبد أن يحذر من الذنوب صغيرها وكبيرها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني