السؤال
أود أن أسأل عن الفرق بين هذه الكتب، وما الذي يغني عن الآخر، مع العلم أن جميعها كتب في الرجال: سير أعلام النبلاء، والميزان للذهبي، ولسان الميزان لابن حجر, وتهذيب الكمال للمزي، وتهذيب التهذيب والتقريب لابن حجر -جزاكم الله خيرًا-.
أود أن أسأل عن الفرق بين هذه الكتب، وما الذي يغني عن الآخر، مع العلم أن جميعها كتب في الرجال: سير أعلام النبلاء، والميزان للذهبي، ولسان الميزان لابن حجر, وتهذيب الكمال للمزي، وتهذيب التهذيب والتقريب لابن حجر -جزاكم الله خيرًا-.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه الكتب المذكورة يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام يعلم منها الفرق بينها:
القسم الأول: في التراجم العامة التي لا تخص فئة واحدة، بل فيها المحدثون، والفقهاء، والأدباء، واللغويون، وغيرهم ويتمثل هذا القسم كتاب واحد من الكتب التي سألت عنها، وهو كتاب سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ فقد جاء في مقدمة تحقيق الكتاب للشيخ شعيب الأرنؤوط ـ وفقه الله ـ ما نصه: هذا السفر العظيم الذي نقدمه للقراء يعد من أعظم كتب التراجم التي انتهت إلينا من تراث الأقدمين... ويتميز عن غيره من الكتب التي ألفت في بابه أنه أول كتاب عام للتراجم في تراثنا، تناول جميع العصور التي سبقت عصر المؤلف، واشتملت تراجمه على الأعلام المختارة من جميع العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه، ولم يقتصر على نوع معين من الأعلام، بل تنوعت تراجمه، فشملت كل فئات الناس من الخلفاء، والملوك، والأمراء، والوزراء، والقضاة، والقراء، والمحدثين، والفقهاء، والأدباء، واللغويين، والنحاة، والشعراء، والزهاد، والفلاسفة، والمتكلمين، إلا أنه آثر المحدثين على غيرهم، فإنه كان عظيم الإكبار لهم، شديد الكلف بهم، وقد ترجم فيه للأعلام النبلاء من بداية الإسلام إلى سنة: 700هـ، تقريبًا، وكسره على خمس وثلاثين طبقة، كل طبقة تستوعب عشرين سنة تقريبًا، وأفرد المجلدين الأول والثاني للسيرة النبوية الشريفة، وسير الخلفاء الراشدين، ولكنه لم يعد صياغتهما، وإنما أحال على كتابه العظيم: تاريخ الإسلام ـ لتؤخذ منه، وتضم إلى السير. انتهى.
القسم الثاني: في من تُكُلِّم فيه من الرواة، ويتمثل في كتابين مما سألت عنه:
الأول: ميزان الاعتدال في نقد الرجال ـ للحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ وقد اعتمد فيه على كتاب: الكامل في الضعفاء ـ لابن عدي، فسار على منهجه في إيراد كل من تكلم فيه، وإن لم يقبل الجرح فيه.
الثاني: لسان الميزان ـ للحافظ ابن حجر العسقلاني، وقد أورد فيه من رجال كتاب الميزان للذهبي من لم يذكرهم في كتابيه تهذيب التهذيب، وتقريب التهذيب، وزاد عليه جملة كثيرة من الرواة، وهو يذكر كلام الذهبي في الميزان أولًا، ثم يتكلم بما عنده تأييدًا للذهبي، أو نقدًا له، أو استدراكًا عليه.
القسم الثالث: في كتب تجمع الثقات والضعفاء، وتتمثل في ثلاثة كتب مما سألت عنه:
الأول: تهذيب الكمال في أسماء الرجال ـ للحافظ المزي، هذبه من كتاب: الكمال في أسماء الرجال ـ للحافظ عبد الغني المقدسي، واستدرك عليه ما فاته، واستوفى البحث فيه في كل راو.
الثاني: تهذيب التهذيب ـ للحافظ ابن حجر العسقلاني، لخص فيه تهذيب الكمال للمزي، وأضاف إليه فوائد زادها على الكتاب الأصل فبلغ ثلث حجمه.
الثالث: تقريب التهذيب ـ للحافظ ابن حجر أيضًا، لخص فيه كتابه تهذيب التهذيب، وأتى فيه بنتائج البحث في كل راو بكلمة واحدة، مثل: ثقة، ضعيف، صدوق، ونحوها.
وهذه الكتب لا يغني بعضها عن بعض، فقد سئل الشيخ عبد الكريم الخضير ـ حفظه الله ـ في شرح سنن الترمذي هذا السؤال: ما هو أفضل كتب الرجال؟ وهل يكفي تهذيب التهذيب؟ فأجاب: كتب الرجال ما يقال فيها: أفضل ومفضول، لا يغني بعضها عن بعض، يعني إذا نظرنا إلى كتب الأئمة الكبار: التاريخ الكبير، والجرح والتعديل، والثقات، والمجروحين، وسؤالات الدارقطني، وغيرها، وكتب.. تواريخ يحيى بن معين، وعلل الإمام أحمد، كتب كثيرة جدًّا لا يمكن أن يستغني عنها طالب العلم، لكن جاءت كتب للمتأخرين فضمت أكثر ما في هذه الكتب، مثل: تهذيب الكمال، أولاً: الكمال للحافظ عبد الغني، ثم تهذيبه للحافظ المزي، ثم تهذيب تهذيبه للحافظ ابن حجر، وفي كل كتاب من الميزة ما يجعله عمدة في الباب بحيث لا يستغنى عنه. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني