السؤال
كنا في سفر، ووصلنا متعبين جدًّا، فقال زوجي إنه يريد أن ينام، ويجمع كل الصلوات مع بعضها، فقلت له: هذا حرام، لا يجوز، فقال: لا، يجوز، فما حكم قوله، هل أحل الحرام؟ فقد قلتم: من قال كفرًا حتى لو كان مازحًا، فهو كافر، وفي نفس الوقت سألتكم امرأة أنها قالت وهي تمزح: أنا أضمن أن أعيش إلى غد، وفي جوابكم لم تجزموا بوقوع الكفر، وقلتم: نخشى من وقوع الكفر، لكن لم تقولوا: نعم لقد كفرت، وعندما قلت لكم: إن زوجي قال: إن الهدايا حرام، قلتم: إذا لم يعتقد فليس كفرًا، وبهذا الحال اضطرب الأمر عندي؛ لأنكم في نفس الوقت قلتم من قال كفرًا حتى لو كان مازحًا، فهو كافر.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 153521 هل يشرع تأخير الصلاة بسبب التعب الشديد؟ وأن من الفقهاء من أجاز الجمع بين الصلاتين في هذه الحال، وأما جمع جميع الصلوات معًا؛ فلا قائل به؛ وانظري الفتوى رقم: 54789.
وأما قوله: "لا، يجوز" -أي بل يجوز- على ما فهمناه؛ فإنما يكفر إذا استحل ما هو محرم، مجمع على تحريمه؛ وانظري الفتوى رقم: 212137 وإلا فيجوز أن يكون متأولًا التخفيف للعذر، ونحو ذلك.
وحيث إنك موسوسة؛ فننصحك بترك هذا البحث لأهله، والانشغال عن مسائل التكفير، حتى تتعافِي؛ ففيها خطورة، والخطأ في العفو أسهل من الخطأ في التكفير، وفي الفتوى المشار إليها قاعدة الباب، وكذا فتوانا السابقة لك رقم: 251656.
ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهي عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا.
وراجعي الفتاوى: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.
والله أعلم.