السؤال
هل دعوة غير المسلمين أولى، أم صلة الرحم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الأولى هو الجمع بينهما، فكلاهما واجب شرعي، يجب القيام به، وعدم التفريط فيه. والجمع بينهما ممكن، كما هو معلوم من حال النبي صلي الله عليه وسلم، وصحابته؛ فقد جمعوا بين أداء حق الله، وحق عباده، وبين الدعوة، والصلة على الوجه الأكمل. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بالواجبات الدعوية، ويزور الأرحام. وكان يزور كل نسائه في كل يوم، يجلس عند إحداهن، ويسأل عن حاجتها حتى يصل إلى التي يبيت عندها.
ولو أننا تصورنا ضيق الوقت في بعض الأحيان. فإن كانت الدعوة كفائية، بحيث كان من يقوم بها يكفي، فينبغي تنسيق الدعاة فيما بينهم، ليقوم بعضهم بالدعوة، ويمشي البعض لصلة رحمه. وإن لم يوجد من يقوم بالدعوة، فإن الأولى بالتقديم هو الدعوة؛ لدخولها في عموم الجهاد الذي هو من أفضل الأعمال، كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله، ورسوله" قيل: ثم ماذا؟ قال: "الجهاد في سبيل الله" قيل: ثم ماذا؟ قال: "حج مبرور" متفق عليه.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني