الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحل بمدافعة الوساوس الشيطانية وليس بالتفكير في الانتحار

السؤال

أنا شاب عمري 19 سنة، بدأت حياتي بتوبة نصوح إلى الله تعالى، ووجدت حلاوة الإيمان بكل معانيها إلى أن جاءني وسواس قهري في كل ما يتعلق بالعقيدة، وأنا الآن في حالة يأس منه، فأنا الآن أشك في الدين بالمقدسات التي يجب أن يبني عليها الإسلام أني أشك بها، ولكن ما هو أسوأ أني فقدت الخوف الذي كنت أشعر مع أنني عندما كنت أخاف وأهلع، كنت أعاني من توتر واكتئاب (مبرح) إلى أنني أفضل ذلك الاكتئاب وضيق الصدر على أن لا أخاف كلما سألت نفسي هل أنا مؤمن أشعر بأني لست مقتنعا بالإيمان، وأني مشكك كلما أتيت بالبراهين أشعر بعدم الاقتناع أشعر بأني في أساطير أحاول أن أتذكر القرآن أي شيء تأتيني أفكار ولن أكتبها كي لا يتأثر أحد القراء بها، فهذا سيزيدني هما ، وأنا على هذه الحالة منذ أربعة شهور، وأكاد لا أفرق الوساوس من الأفكار، فكل رأسي أصبح أفكارا كله، إن الوساوس التي كنت حتى أخاف من التفكير بها أصبحت تملأ حياتي كلما ذكر الله أو أي شيء في الدين يصيبني الشك مباشرة، والمشكلة أني لا أشعر نفسي تريد الإيمان من جديد أشعر أنه يوجد نفور في داخلي كلما حاولت أن أقنع نفسي بأن الإسلام هو الصواب أشعر بعدم الاقتناع، وأحيانا أشعر بالاستهزاء، وكلما صغر إيماني أكثر وأكثر يأتي وسواس في السب يقول: ها أنت لست مؤمنا لماذا لا تسب، ولكني أقاومه بكل ما تبقى لدي أشعر بأن الإيمان لدي قارب على الانتهاء، كلما أقرأ قرآنا أو أي شيء من العلم أشعر بأنه مجرد قصص ومباشرة أشعر بأني أريد أن أكذبه، وأحيانا أكذبه في نفسي. فقط أريد أن أسأل لو كان الانتحار في حالتي حلال على الأقل أن أموت شبه مؤمن خير من أموت مرتدا، فهناك آية في القرآن الكريم تقول:( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم).
أشعر بأني لو قتلت نفسي في هذه الحالة أرحم لي أجمع فيها كل ما تبقى لي من اليقين بالله وأنطقها بكل ما أوتيت من يقين.
هذا كل حلمي لأن الوساوس التي في رأسي قوية جدا، وتلازمني منذ أشهر، وأشعر بأني مقتنع بها كل الاقتناع، ودائما أرى نفسي من دون شعور أغرق بالتفكير فيها، وأشعر بصعوبة شديدة كي لا أفكر بها أو أتركها أشعر من الطبيعي أن أفكر بها. وحاولت أن أختصر قدر ما استطعت.
أنا بانتظار ردكم إخواني الكرام.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تقدم الجواب عن ما تدفع به الوسوسة في جواب سابق برقم: 51601.

فعليك بصرف ذهنك وشغل نفسك عن الوساوس ، وابحث عن صحبة تعينك على التخلص من الشيطان، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد؛ كما في الحديث .

وفي الحديث أيضا : إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية .

وأما التفكير في الانتحار فهو مغامرة خطيرة؛ لأن الانتحار توعد الله فاعله بعقاب أليم. فقد ثبت من طريق أبي هريرة عند مسلم : "من قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جنهم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تحسى سماً فقتل نفسه، فسمه في يده يتحساه في نار جنهم خالداً مخلدا فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً "

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني