السؤال
هل يصح هذا القول عن أبي بكر -رضي الله عنه- : "والله لو أن إحدى قدمي في الجنة، والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله؛ لأنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الكافرون" إذ أجد أن من الأولى أن يعتقد أنه داخلها؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بشره بها؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فيقول الله تعالى: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ {الأعراف:99}.
والعبارة المذكورة في السؤال لم نقف على نسبتها إلى الصديق رضي الله عنه في مصدر موثوق. وانظر الفتوى رقم: 205093
وبغض النظر عن نسبتها إليه، فإن المعروف عن الصحابة المبشرين بالجنة عموما أنهم كانوا يخافون من سوء العاقبة مع وجود البشارة. ولا مانع من اجتماع الخوف، والبشارة.
يقول الآلوسي في حل هذا الإشكال: فقد صح أن المبشرين بالجنة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم كانوا يخافون من سوء العاقبة، مع علمهم ببشارته تعالى إياهم بالجنة، ويعلم منه أن الخوف يجتمع مع البشارة، ولا يلزم من ذلك عدم الوثوق به عز وجل؛ لأنه لاحتمال أن يكون هناك شرط لم يظهره الله تعالى لهم، للابتلاء ونحوه من الحكم الإلهية. اهـ.
والله أعلم.