السؤال
أتعمد الجلوس بجوار النساء في وسائل المواصلات العامة، حتى أكتشف حقيقة نفسي: هل ستدور خواطري حول الاشتهاء لمن أجلس بجوارها، أم إني سأتذكر الله عز وجل حتى أعرف هل أنا مخادع لدين الله، وأدعي التدين، أم أتقي الله فعلًا؟ فما رأيكم فيما أفعله، علمًا أن نيتي هي اختبار نفسي؟ وهل أنا متدين حقًّا أم أدعي التدين؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أخطأت فيما فعلت، بل لا يبعد أن يكون هذا من مكائد الشيطان ليوقعك في حبائل الفتن،
وإنما الصواب أن تبتعد عن حمى الفتن، وتسأل الله أن يعافيك منها، فإن عرضت لك فتنة، فجاهدها، واسأل الله التثبيت؛ فإنك لا تدري هل تثبت أمامها أم لا ؟ فالعبد إنما يقوى بربه، لا بنفسه.
فما تخلص أحد من شر نفسه إلا بتوفيق الله له ... فالشر كامن في النفس، وهو يوجب سيئات الأعمال، فإن خلى الله بين العبد وبين نفسه، هلك بين شرها، وما تقتضيه من سيئات الأعمال، وإن وفقه، وأعانه نجاه من ذلك كله، فنسأل الله العظيم أن يعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا. اهـ. من الروح لابن القيم مع الحذف.
وانظر الفتوى رقم: 240379.
والله أعلم.