السؤال
أنا فتاة أدرس في الإعدادية، ومنذ سنتين تقريبا وأنا ملتزمة ولله الحمد، لكن المجتمع من حولي قليل التثقيف دينيا في الغالب؛ لذا فأنا أعتمد على الكتب، والبرامج الهادفة في التلفاز. أخاف أن أقع في معصية بسبب جهلي. فهل أأثم؟
وهل نحاسب على هواجسنا الداخلية إن كانت قد تضرّ بقبول الأعمال، ولا علم لنا بها؟
وأحيانا أتوهم أن الحياة ستكون مملة إن كانت كلها عبادة -أستغفر الله- فألوم نفسي، وأقول إني سأملّ وأتركها.
فما الذي يعين على الثبات في الطاعات، وتجنب الرياء، والشرك فيها، وكيف تكون العبادات والعلاقات مع الناس كلها لله؟
وأحس أحيانا بالفتور، فأتهم نفسي بالنفاق، وأن عملي غير مقبول، فأظل في دوامة قلق، وحزن دائما.
والأخيرة أنني أمتلك حسابا في "فيس بوك " واتخذته للدعوة من باب نشر ما أعلمه في الدين.
فهل صغر سني، وذنوبي يمنعاني من ذلك؟ علما بأني أحسب أني أثرت في الكثيرين إيجابا.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الثبات على الهداية، ونوصيك بحسن الظن بالله، والتجافي عن وساوس القنوط واليأس؛ فإنها تقعد عن الطاعة، وتثبط عن عمل الخير.
وأما عن الجهل، ورفع المؤاخذة والإثم به: فإنه يختلف باختلاف المسائل، والأحوال؛ وانظري بيان هذا في الفتاوى أرقام: 195345، 19084، 166799 .
وأما الهواجس، وحديث النفس فإن العبد لا يؤاخذ بها؛ ففي الحديث: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل، أو تتكلم. متفق عليه.
والمؤمن وإن كان يسيء الظن بنفسه، ويخشى عليها أدواء القلوب من النفاق، والرياء، والعجب ونحوها، لكن لا يصل ذلك بالمؤمن إلى القنوط وترك العمل، بل المقصود من اتهام النفس هو أن يحاسب المرء نفسه، وأن يعمل على إصلاحها وتقويم اعوجاجها.
وراجعي لتفصيل الكلام عن وسائل الثبات، وتجنب الرياء، وتحقيق الإخلاص لله عز وجل الفتاوى أرقام: 10800 ،52210، 10396 .
ونَشْرك لما تعلمينه من أمور الدين في الفيس بوك، ونحوه من المواقع، صنيع مشكور، وصغر السن، والذنوب لا تمنع المرء من سلوك طريق الدعوة إلى الله.
والله أعلم.