السؤال
هل معاصي الليل في رمضان تؤثر على صيام النهار في الحسنات؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن المعصية في رمضان تتضاعف، ويزيد إثمها على المعصية في غيره، سواء كانت بالليل، أو النهار؛ إذ زمن رمضان كله زمن شريف، والمعصية تزيد تبعتها بحسب شرف الزمان والمكان، كما الطاعة. فالمعصية في ليل رمضان، أعظم منها في غيره، وهي وإن كانت لا تؤثر على صحة الصوم، إلا أن المعاصي خطرها كبير، وشؤمها عظيم، وهي سبب حرمان الطاعة، والإنابة، والخشوع، فمن عصى في ليله، أثر ذلك في نهاره غالبا، فقد لا ينتفع بالقرآن، ولا يقبل عليه، ولا يشعر بالصيام، ولا لذة القيام، وبعض المعاصي يحبط العمل، فالحذر، الحذر من ذلك.
وقد سئلت اللجنة الدائمة: ابتلي شخص بشرب الخمر حتى إنه ليشربها في ليالي رمضان. فما حكم صيامه نهارًا ما دام يشرب الخمر في الليل؟
فأجابت اللجنة: شرب الخمر من أكبر الكبائر؛ لقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إِنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاءُ في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) فشربها محرم في رمضان، وفي غير رمضان، وإن كان شربها في رمضان أشد تحريمًا.
فعلى شاربها أن يتوب إلى الله بأن يجتنب شربها، ويأسف على ما فرط من جريمة شربها، ويندم على ذلك، ويعزم على ألا يعود إليها في رمضان ولا في غيره.
أما صيام من شربها ليلاً، فهو صحيح، مجزئ ما دام قد أمسك عن الطعام، والشراب، وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية الصوم لله. انتهى.
وتنظر الفتوى رقم: 180787.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني