الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا طاعة للوالدين في ترك الصلاة

السؤال

هناك شخص أعرفه معه ضغط وعصبي ويتناول حبوبا، وكل ما تكلم في حديث قال أبوه أنت كذاب.... وكلما صلى جاء أبو أو أمه وأعدما عليه صلاته، ويريد أن يقاطعهما، فقال له أحد العلماء إن مقاطعة الولدين من العقوق، وهو الآن بين نارين: بين نار الله ونار الولدين، فبماذا تنصحونه؟ وقد ترك الصلاة ثلاثة أشهر ويخاف أن يموت وهو تارك لالصلاة، ويقول ساعدوني ودلوني على طريق نجاة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا نسأل الله لنا ولهذا الأخ العافية والتمسك بالطاعة والشفاء من الضغط، ونفيده أن تناول الحبوب إن كان يراد به استعمال المخدر، فهو محرم.

وأما الصلاة: فلا يجوز تركها بحال ولو طلب أبواه ذلك، ولا يجوز عقوقهما وهجرهما، وإنما تحرم طاعتهما في تركها؛ لما في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة.
وفي مسند أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل. قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

ولهذا، فسر العلماء قول الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {العنكبوت:8}.
وما جاء في معناه من الآيات، بأنه لا طاعة للوالدين في معصية الله، دون فرق بين الشرك وغيره، قال البيضاوي في تفسير الآية المتقدمة: وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فلا تطعهما ـ عبر عن نفيها بنفي العلم إشعاراً بأن ما لا يعلم صحته لا يجوز اتباعه، وإن لم يعلم بطلانه فضلاً عما علم بطلانه، فلا تطعهما في ذلك، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. اهـ.
ومن أعظم ما يمكن أن يستعان به على المواظبة على الصلاة أن يحرص المسلم على أدائها في الجماعة، وبهذا لا يكون هاجرا لأبويه، ولا تاركا لأعظم الفرائض بعد الشهادتين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني