الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في مكتبة تبيع ملصقات ودفاتر عليها صور ومجسمات

السؤال

أرغب في العمل في إحدى المحلات التي تبيع القرطاسية، علما أن هذه المحلات تحتوي على ملصقات ودفاتر حاوية على صور فوتوغرافية وصور أنمي، وأحيانا على قرطاسية على شكل مجسمات. علما أني لدي مصدر رزق آخر يكفيني، والحمد الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العمل في القرطاسية ونحوها مباح، وأما بخصوص الأمور التي استشكلها الأخ السائل مما يتعلق بالعمل في القرطاسية فالكلام فيها كالتالي :

فالصور الفوتوغرافية لذوات الأرواح الراجح عندنا جوازها ، وأنها ليست من التصوير المنهي عنها ، وانظر في هذا الفتوى رقم : 69284. فلا حرج في بيع الملصقات والدفاتر الحاوية صورا فوتوغرافية مباحة.

وأما صور الأنمي ونحوه من الرسوم لذوات الأرواح : فإن كانت صورا تامة - بأن لم يحذف منها ما لا تتم الحياة إلا به كالرأس أو الصدر - فإنها من الصور المحرمة في الأصل ، وأما بيعها : فإن كانت هي المقصودة فلا يجوز بيعها ، وأما إن كان المقصود هو الملصق أو الدفتر دون الصور فإن البيع جائز ، وقد سئل الشيخ ابن عثيمين عن حكم بيع الكتب العلمية المحتوية على صور؟ فقال: الكتب التي بها صورة تنقسم إلى قسمين: قسم موضوع للصور، مثل ما يسمى الآن بمجلة البردة هذه، هذا فلا يجوز شراؤها ولا اقتناؤها؛ لأنه المقصود بها أولاً وآخراً الصور، وقسم آخر لا يقصد به الصور، إنما يقصد به الفائدة لكن قد يشتمل على صورة الذي كتب المقال، فهذه لا بأس من اقتنائها؛ لأن التحرز منها شاق وبيعها جائز؛ لأنه متى جاز استعمالها جاز بيعها. أما لو كانت صور نساء فالأمر كما قلت لك: هل تشترى من أجل الصورة؟ حسب القصد. اهـ. من لقاء الباب المفتوح .

وأما المجسمات : فإن كانت لذوات أرواح تامة الخلقة فلا يجوز بيعها ، إلا ما كان من قبيل لعب الأطفال فهي مستثناة من التحريم ، لورود الرخصة فيه ، كما بيناه في الفتوى رقم : 120568 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني