السؤال
أنا طالب علم من الأردن، وأحب طلب العلم، وأحب الدين، ومشكلتي أنني لا أمشي مع أهل الدين؛ لأنهم يبخسون أهدافي، كما أنني أخاف من الإقدام مع طلاب العلم؛ وبهذا تأخرت عن طلب العلم، وضعفت همّتي، وأصبحت وحيدًا، لا أجاهد نفسي حتى على الصلاة، وضاع إيماني، وأنا الآن ضائع، ولا أعلم ما الحل؟ وأصبحت مدمرًا من الداخل والخارج، ولا أعلم ماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يوفقك، ويهديك، ويعلمك، ويزيدك إيمانًا، وحرصًا على الخير، ولا شك أن طلب العلم من أعظم ما يتقرب به إلى الله تعالى، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة.
ولا يجوز للمسلم تركه بسبب تعامل الناس معه بما لا يحبه، بل يتعين عليه الصبر على التعلم، والعمل الصالح، والتعاون مع المؤمنين في العلم، وسائر الطاعات، فإن شعار المسلم في المشاركة في الأعمال الصالحة الحسنة هو ما في صحيح البخاري: أن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ لما حصر صلى بالناس شخص، فسأل سائل عثمان: إنك إمام عامة، وهذا الذي صلى بالناس إمام فتنة؟ فقال: يا ابن أخي، إن الصلاة من أحسن ما يعمل الناس، فإذا أحسنوا فأحسن معهم، وإذا أساءوا فاجتنب إساءتهم. اهـ.
وأما التهاون في الصلاة: فهو أمر خطير، ويكفي في الترهيب في ترك الصلاة ما ورد فيه في القرآن الكريم، والسنة الصحيحة، كقوله تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً {مريم:59}، وقوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4ـ 5}.
وقوله صلى الله عليه وسلم: من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله. رواه البخاري، وغيره.
وراجع في بعض أسباب تقوية الإيمان، وفي البعد عما يضعفه الفتوى رقم: 10800.
والله أعلم.