السؤال
أنا شاب عمري 20 سنة، وبصراحة أدمنت العادة السرية وصرت أمارسها تقريباً يوميا، وتعبت منها، وفي يوم حلفت بالله بيني وبين نفسي أن أترك هذه العادة، فهل أؤجر على صبري على ترك العادة بسبب الحلف؟.
أنا شاب عمري 20 سنة، وبصراحة أدمنت العادة السرية وصرت أمارسها تقريباً يوميا، وتعبت منها، وفي يوم حلفت بالله بيني وبين نفسي أن أترك هذه العادة، فهل أؤجر على صبري على ترك العادة بسبب الحلف؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يحفظك ويعينك على التخلص من هذه العادة السيئة.. وسبق أن بينا حكمها وبعض الوسائل التي تساعد على تركها والتخلص منها في جملة من الفتاوى انظر مثلا الفتويين رقم: 7170، ورقم: 186221.
وفي خصوص حلفك بالله وتلفظك بالحلف بينك وبين نفسك أن تترك هذه العادة، فإننا نفيدك فيه أولا أنك إن كنت تقصد مما ذكرت أنه كان حديث نفس بينك وبين نفسك دون أن تنطق به أن هذا لا يعد حلفا، لأن الحلف لا ينعقد دون تلفظ بصيغته، وإن كنت تقصد أنك تلفظت بالصيغة لكن بدون صوت، أي أنه حصل منك حركة اللسان من غير أن تسمع نفسك.. فهذا أيضا لا يعد حلفا عند الجمهور، خلافا للمالكية ومن وافقهم، جاء في الموسوعة الفقهية: الشريطة الرابعة: التلفظ باليمين, فلا يكفي كلام النفس عند الجمهور، خلافا لبعض المالكية، ولا بد من إظهار الصوت بحيث يسمع نفسه إن كان صحيح السمع, ولم يكن هناك مانع من السماع كلغط وسد أذن، واشتراط الإسماع ولو تقديرا هو رأي الجمهور الذين يرون أن قراءة الفاتحة في الصلاة يشترط في صحتها ذلك، وقال المالكية والكرخي من الحنفية: لا يشترط الإسماع، وإنما يشترط أن يأتي بالحروف مع تحريك اللسان ولو لم يسمعها هو ولا من يضع أذنه بقرب فمه مع اعتدال السمع وعدم الموانع. اهـ.
وعلى أية حال، فإننا لا نعلم دليلا في أنك تؤجر على هذا الحلف، لأن الواجب عليك والمطلوب منك ليس الحلف، بل أن تتوب إلى الله تعالى وتقلع عن هذه العادة السيئة، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وأما عن الصبر عن المعصية: فإن فيه خيرا كثير وأجرا عظيما، كما قال الله تعالى عن عباد الرحمن: أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا {الفرقان:75}. على فعل الطاعة وترك المعصية، وقد قال بعض أهل العلم إن الصبر عن المعصية أفضل من الصبر على الطاعة، جاء في طريق الهجرتين لابن القيم: واختلف في أي الصبرين أفضل: صبر العبد عن المعصية، أم صبره على الطاعة؟ فطائفة رجحت الأول وقالت: الصبر عن المعصية من وظائف الصدّيقين، كما قال بعض السلف: أعمال البر يفعلها البر والفاجر، ولا يقوى على ترك المعاصي إلا صدّيق، قالوا: ولأن داعي المعصية أشد من دواعي ترك الطاعة.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني