السؤال
منذ سنتين سافرت إلى أمريكا أنا ووالدي وأختي الصغيرة، وبعدما سافرت بفترة شعرت أنني أعيش آخر يوم في عمري، فنزلت إجازة إلى مصر، لكنني أجبرت على الرجوع، وتعبت كثيرًا، وذهبت إلى المستشفى؛ لأن حالتي النفسية كانت صعبة، وقررت أن أنزل إلى مصر، وحجزت التذكرة، ولكن والدي رفض، وهو من النوع الذي يصمم على رأيه، وقال لي؛ إن ذهبت فلا تطلب مني شيئًا، ولم يكلمني، فصليت أكثر من مرة صلاة الاستخارة، ولم أعد أتحمل العيش هنا، فأنا أدرس وليس لديّ أصدقاء.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به أن تطيع والدك في البقاء معه إن لم يكن في ذلك ضرر يلحق دينك، أو دنياك، وما ذكرته من عدم وجود أصدقاء فهو أمر يسير، فلن تعدم ـ بإذن الله ـ رفقة صالحة إذا بحثت عنها، ولا ريب في أنّ طاعة الوالد في المعروف من أسباب التوفيق والفلاح، كما أنها من أعظم أسباب دخول الجنة، فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه. رواه الترمذي، وابن ماجه.
أما إن كان عليك ضرر حقيقي في البقاء مع أبيك في تلك البلاد، فلا تجب عليك طاعته في البقاء فيها؛ لأنّ طاعة الوالد لا تجب فيما يضر الولد، وانظر لبيان ضابط العقوق الفتوى رقم: 76303.
وعلى كل حال، فإن عليك بر أبيك، والإحسان إليه، ولا تجوز لك الإساءة إليه أو هجره.
والله أعلم.