السؤال
لماذا لا يتم إعادة طباعة كتب العلم بطبعات ذات جودة مواكبة لهذا العصر، كإضافة الألوان، وإضافة تصميم جميل تقر به الأعين، والغرض من ذلك جذب الناس، وخاصة الشباب لطلب العلم، وتسهيل طلب العلم، فما خُيِّر النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بين أمرين إلا اختار أيسرَهما ما لم يكن إثمًا، وأنا أستبعد أن شباب هذا الزمان سيقرؤون كتب العلم بطباعتها الحالية إلا من رحم ربي؛ لأن شكلها صعب بالنسبة لهم، فسؤالي هو: لماذا لا يتم تجديد طباعة كتب العلم، وبالأخص صحيحي البخاري ومسلم؟ هل في ذلك أي إثم أو بدعة؟ فإني أرى ذلك في غاية الأهمية لنهضة الأمة، ولوعي شبابنا، وأود أن أكون ممن يقوم بهذا العمل في المستقبل -إن شاء الله- فإني أحسن التصميم، وأطلب العلم، ولكني أردت أن أستشيركم قبل ذلك.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا، وبارك فيك على حرصك على نشر كتب العلم، وترغيب الناس في قراءتها.
واعلم أن طباعة الكتب في هذا الوقت قد تنوعت أشكالها، وألوانها، وطرق عرضها؛ وذلك نظرًا لتفاوت رغبات الناس في نوعية الكتب، وكيفية عرضها، وساعد في هذا التنوع تقدم التقنيات الفنية التي تقوم عليها الطباعة اليوم.
فما ترمو إليه من طباعة بعض كتب العلم بجودة تواكب تقنيات العصر، ومراعاة حال القراء أمر مرغب فيه، وباب خير تؤجر عليه، وقد طبعت في ذلك عدة كتب في علوم متنوعة.
والمهم مراعاته في طباعة الكتب، وخصوصًا كتب التراث منها، أن تكون سالمة من الأخطاء التي كثرت في هذا الزمان، فكثير من المطابع قد اهتمت بالشكل الفني والمظهر الخارجي للكتاب، وأهملت تحقيق النص تحقيقًا علميًا.
والله أعلم.