السؤال
خطبت فتاة، وبعد شهور أبي وأمي رفضوا إتمام الزيجة بحجج واهية "عدم الارتياح للبنت وأهلها " وضغطوا عليّ وتركت الفتاة، وبعد سنة كاملة قررت أن أتزوجها بدون رضا والدي، وقبل الزواج بفترة سأخبرهم, الذي يعطيني الدافع لإتمام الموضوع هو أني أسعى إلى موضوع خير، وهو الزواج لأني أريد إعفاف نفسي، وأخاف أن أنزلق إلى حفرة المعاصي, السؤال هو: هل لو رفض والدي الزواج منها وتزوجتها بدون إرضائهم - هل يعتبر هذا خطأ وسأعاقب عليه في الدنيا وفي الآخرة؟ أرجو الإفادة في ضوء القرآن والسنة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به أن تسعى لإقناع أبويك حتى يرضيا بزواجك من تلك الفتاة، ولا بأس أنّ توسطّ بعض الأقارب أو غيرهم ممن له وجاهة عندهما، فإن لم يفد ذلك، وأصرّا على منعك من زواجها، فلا تخالفهما وابحث عن غيرها من النساء الصالحات التي يرضى بها أبواك، لأنّ طاعة الوالدين في المعروف واجبة، لكن إذا كان عليك ضرر في ترك الزواج من تلك المرأة، أو كان منعهما لك من زواجها تعنتاً لغير مسوّغ فلا تلزمك طاعتهما في ترك زواجها، ولا تكون عاقا لها أو عاصيا لله بمخالفتها في هذا الأمر، قال الهيتمي رحمه الله تعالى: " ... وحيث نشأ أمر الوالد أو نهيه عن مجرد الحمق لم يلتفت إليه أخذاً مما ذكره الأئمة في أمره لولده بطلاق زوجته .." وانظر الفتوى رقم : 3846.
وعلى أية حال فإن عليك برّ والديك والإحسان إليهما، ولا يجوز لك بحال أن تغلظ لهما في الكلام أو تسيء إليهما بقول أو فعل، فإنّ حق الوالدين عظيم، وبرهما من أعظم الواجبات، ومن أفضل القربات.
والله أعلم.