السؤال
لماذا شرع الإسلام الزواج بأكثر من زوجة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد شرع الله تعالى ـ وهو العليم الحكيم ـ تعدد الزوجات لحكم ومصالح ظاهرة جلية لمن نور الله بصيرته وهدى قلبه للحق وقبوله. بل إن الكثير من غير المسلمين أقروا بتلك الحكم أو بعضها على الأقل فمن تلك الحكم والمصالح أن عدد النساء أكثر من الرجال بكثير فلوا اقتصر كل رجل على امرأة واحدة لبقى جم غفير من النساء لا يعرف الحياة الزوجية فيحرم من العقب ومن إشباع الغريزة الجنسية التي فطر الله عليها البشر. وقد يفضي ذلك إلى لجوء المرأة إلى ما حرم الله تعالى والوقوع في مخالب المجرمين والتخبط في مستنقعات الرذيلة. ومنها تكثير الجنس البشري الموحد لله تعالى لإعمار الأرض والاستخلاف فيها. ومنها أن الرجل قد يتزوج امرأة صالحة غير أنها عقيمة، فلو لم يشرع الله التزوج بثانية لكان بين أحد الأمرين الأمَرَّين: إما أن يطلقها وهو لا يريد ذلك. وإما أن يمسكها من غير أن يكون له عقب تقر به عينه في الدنيا وينتفع به في الآخرة. إلى غير ذلك من الحكم والمصالح التي هي نتيجة حتمية لتشريعات العليم الحكيم. وأنبه هنا إلى أن الله تعالى لما أباح للرجل التعدد لم يلق له الحبل على الغارب وإنما ضبط ذلك بضوابط تكفل للجميع حقه وتوقف كل متعد عند حده. وتلك سنة العليم الحكيم في تشريعاته. والله تعالى أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني