السؤال
يا شيخ أقلقتني الوساوس حول موضوع تحريف الإنجيل، وهل كان هناك نسخ صحيحة منه على عهد الرسول، وكيف آمن النصارى إذا كان الإنجيل محرفا؟
وقلت بملء فمي أنا أنكر، ولا أؤمن بوجود نسخ من الإنجيل صحيحة على عهد الرسول، قلته لأن الله يقول إنه محرف، وكيف ينزل الله القرآن إذا لم يكن محرفا، وليس عندي علم، فقط قلته أي أنه لا يوجد نسخ صحيحة -لا حول ولا قوة إلا بالله -، أعوذ بالله من الكلام بغير علم.
وبعدها قرأت كلاما لابن تيمية يقول إن الصحيح هو وجود نسخ مازالت على عهد رسول الله، وبعدها ندمت على كلامي الذي أطلقته بغير علم.
فهل أكفر بإنكاري وجود نسخ صحيحة من الإنجيل في عهد الرسول وكلامي هذا الذي بدون علم؟
وأيضاً يأتيني خاطر هل يجوز أخذ العلم من الكتب السماوية السابقة؟ فأ قول لا يجوز؛ لأن الله لا يقبل غير الإسلام، ولأن الله يقول (مافرطنا في الكتاب من شيء).
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأنت أولاً لم تُنكري معلوماً من الدين بالضرورة، ولا كذبت بشئ علمتيه من الشرع، وبالتالي فلا مدخل للكفر فيما ذكرت،مع العلم بأن من وقع في الكفر وهو جاهل أو متاول لم يكفر بالضوابط المذكورة بالفتوى رقم: 184489 ،وتوابعها.
ولا دليل في كلامك على انشراح صدرك بالكفر؛ قال تعالى: وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107) {سورة النحل}.
وواضح من سؤالك أنك مصابة بالوسوسة، فنسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهي عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجعي الفتاوى أرقام: 3086، 51601، 147101،وتوابعها.
والله أعلم.