السؤال
بما أنه لا يدخل الجنة عاق، فهل يجوز أن نقول: لا يدخل النار بار بوالديه مهما فعل من الذنوب -جزاكم الله خيرًا-؟
بما أنه لا يدخل الجنة عاق، فهل يجوز أن نقول: لا يدخل النار بار بوالديه مهما فعل من الذنوب -جزاكم الله خيرًا-؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن بر الوالدين من الواجبات المتحتمات على كل مسلم، وهو سبب لدخول الجنة؛ إلا أن الأسباب قد لا تنفع متعاطيها إذا وجدت موانع لما تقتضيه هذه الأسباب، وهذه الموانع هي ترك باقي المأمورات، أو الوقوع في المحظورات، وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى أنه خلق الجن والإنس لعبادته وطاعته، وذلك بفعل ما أمرهم به، واجتناب ما نهاهم عنه، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات:56}، وبر الوالدين من جملة ما أمر الله تعالى به عباده، وفاعله مأجور، ومستحق للجنة، وتاركه مأزور، ومستحق للعذاب، ولكنه ليس الواجب الوحيد الذي أمر الله تعالى به عباده ليفعلوه، بل أمرهم بأوامر غيره، كما أنه نهاهم عن أشياء ليجتنبوها، ولا يدخل الجنة من اقتصر على فعل أمر واحد فقط من أوامر الله تعالى؛ لأنه بذلك يكون متبعًا لهواه حيث فعل من الأوامر ما وافق رغبته، وترك ما عداه.
ولو كان عبدًا مطيعًا لله تعالى حقًا؛ لاجتهد في فعل جميع ما أمر الله تعالى به، أو أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسب الاستطاعة؛ وذلك استجابة لقول الله تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {النور: 63}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم. متفق عليه. وانظر الفتوى رقم: 41183.
والمقصود أن البر سبب لدخول الجنة والبعد عن النار، والعقوق سبب لدخول النار والبعد عن الجنة، ولكن السبب يتوقف على تحقق شروط وانتفاء موانع.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني