السؤال
قرأت فتوى في موقع الإسلام سؤال وجواب عن: حكم الترديد مع القارئ من أجل إتقان القراءة، أو مراجعة الحفظ: وأنه أمرٌ لا حرج في فعله، فقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ما حكم القراءة مع القارئ الذي من المسجل؟ وهل هذا يخالف قول الله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {الأعراف: 204}، فأجاب: إذا كان للحفظ: فلا بأس به، وإذا كان لغيره فيقال: الأفضل أن تنصت، ثم بعد ذلك التبس علي الأمر في الفتوى رقم: 185503، فهلا وضحتم لي أوجه الخلاف في هذا المسألة، لأنني أريد حفظ وختم القرآن من خلال السماع، ولكي أتقن أحكام التجويد أيضا، فهل به من حرج؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المعتمد عندنا هو جواز التلاوة مع القارئ إذا كان لإتقان الحفظ أو تعلم التجويد، كما جاء في فتوى موقع "الإسلام سؤال وجواب"، والأفضل هو الاستماع أو الاستعانة بشريط المصحف المعلم الذي يعطي فرصة للسامع حتى يقرأ الآية كما في فتوانا المذكورة.
وأما ما في الفتوى عن آية: لا تحرك به لسانك، وآية الإنصات، فيجاب عنه بأن الاستماع ليس واجبا إلا في الصلاة، وأما آية القيامة، ففيها طمأنة للنبي صلي الله عليه وسلم وبيان له أنه لا داعي للاستعجال، وأن ما يريده من تثبيت القرآن سيحصل له، فقد قال الشوكاني: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه ولسانه بالقرآن إذا أنزل عليه قبل فراغ جبريل من قراءة الوحي حرصا على أن يحفظه صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآية، أي: لا تحرك بالقرآن لسانك عند إلقاء الوحي لتأخذه على عجل مخافة أن يتفلت منك، ومثل هذا قوله: ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ـ الآية، إن علينا جمعه في صدرك حتى لا يذهب عليك منه شيء وقرآنه، أي: إثبات قراءته في لسانك. اهـ.
والله أعلم.