السؤال
كنت خارجةً ليلا في السيارة مع أبي، وكان بعد دخول وقت العشاء، فخرج أبي من السيارة وتركني فيها لفترة طويلة، لأنه ذهب ليقابل الدكتور، فمر الوقت، وتذكرت أنني لم أقم بصلاة العشاء، فتيممت، لأنه لا يوجد ماء والسيارة مقفلة وصليت، ولم أعرف اتجاه القبلة فصليت قدر استطاعتي بالجلوس، فهل تجوز صلاتي أم هي فاسدة وعلي إعادتها؟.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فصلاتك غير صحيحة من أوجه:
1ـ لأنك صليت بالتيمم دون أن تطلبي الماء، ولا يكون الشخص غير واجد للماء حقيقة إلا عندما يبذل ما في وسعه عرفاً في سبيل تحصيله فيعجز عن ذلك.
2ـ لأنك صليت جالسة، والقيام في الفرض ركن من أركان الصلاة تبطل بتركه، ولا يسقط إلا في حالة العجز عنه.
3ـ أنك لم تتأكدي من استقبال القبلة، ومعلوم أن استقبال جهة القبلة شرط من شروط صحة الصلاة، ولا يجوز للمصلي أن يصلي هكذا إلى جهة لا يعلم هل هي القبلة أم لا، ولا يخلو حال من لم تتضح له جهة القبلة من احتمالين:
أحدهما: أن يكون في مكان يمكنه السؤال عن جهة القبلة فيفرط في ذلك ولا يسأل ثم يصلي، ففي هذه الحالة يجب عليه القضاء لتهاونه وتفريطه، وأنت كنت في مدينة فأمكنك السؤال، وفهمنا من تيممك أنك كنت تستطيعين الخروج من السيارة.
الاحتمال الثاني: أن يكون في مكان لا يمكنه العلم بجهة القبلة لعدم وجود من يسأله ولم يمكنه الاهتداء لها، ففي هذه الحالة يلزمه التحري والاجتهاد وتصح صلاته، ولو تبين بعد ذلك أنه أخطأ القبلة.
فعليك ـ إذن ـ إعادة صلاة العشاء التي صليت بتلك الكيفية المذكورة في السؤال.
وراجعي الفتويين رقم: 14885، ورقم: 161649.
والله أعلم.