السؤال
دائما ما يكون الشخص يعيش في سعادة، وأمان، وفرح. وذلك يكون في أغلب أحواله، لكني عكس ذلك، أعيش في خوف، ورعب، وعدم الإحساس بأني في أمان؛ ذلك لأني في يوم من الأيام كنت أشاهد مقاطع الفيديو التي تتحدث عن الموت. وبعد تلك الفترة، لم أعد أريد أن أقع في معصية.
لكن المشكلة هي أني لا أستطيع الضحك كثيرا بسبب تذكري للموت وسكراته؛ حتى إن أهلي يسألونني: لماذا لا أضحك معهم؟
أعيش في خوف، لا أستطيع البقاء لوحدي. في بعض الأحيان وأنا أمشي أنظر إلى فوق، لأرى هل ملك الموت موجود أو لا؟
أخبروني رعاكم الله: كيف أكون ممن يقصدهم الله في قوله: تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون؟
وجزاكم الله خيرا على الإجابة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخوف من الموت محمود، ما لم يبلغ حد اليأس والقنوط؛ وانظر الفتوى رقم: 29469.
وانظر كذلك الفتوى رقم: 252031.
أما خوفك من الوحدة، فليس محموداً، فالمؤمن يأنس بالله في وحشته، وكونك لا تضحك خوفاً من الموت مما وقع لكثير من السلف، وفي الحديث: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيرًا. متفق عليه.
وطالما منَّ الله عليك باجتناب المعاصي، فنرجو لك البشرى، وانظر الفتوى رقم: 64045.
لكن المشكلة، هي تحول هذا الخوف إلى خوف مرضي، فلا يصبح خوفاً من الله، أو من يوم القيامة، وإنما خوف من الموت حرصا على الدنيا وإعراضا عن الآخرة، ويتطور الأمر بحيث يؤدي إلى الضيق النفسي، والعزلة، وعدم مخالطة المجتمع، فهذا يحتاج إلى علاج سلوكي نفسي، واستشارة طبيب نفسي، ويمكن مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا؛ وانظر الفتوى رقم: 115150.
والله أعلم.