السؤال
هل يُسمح لمن علّمه اللهُ جلّ شأنه اسمه الأعظم أن يدعو به في حاجة من حوائج الدنيا مع توضيح حديث سيدتنا عائشة ـ رضي الله عنها ـ وتوضيح رواية دعاء رابعة العدوية باسمه الأعظم جل جلاله للنصر؟.
هل يُسمح لمن علّمه اللهُ جلّ شأنه اسمه الأعظم أن يدعو به في حاجة من حوائج الدنيا مع توضيح حديث سيدتنا عائشة ـ رضي الله عنها ـ وتوضيح رواية دعاء رابعة العدوية باسمه الأعظم جل جلاله للنصر؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز الدعاء باسم الله الأعظم لأمر من أمور الدنيا، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 218083.
وبالنسبة لحديث عائشة الذي تشير إليه فنصه كالآتي: عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرجت، قالت: وقال ذات يوم: يا عائشة هل علمت أن الله قد دلني على الاسم الذي إذا دعي به أجاب؟ قالت: فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي فعلمنيه، قال إنه لا ينبغي لك يا عائشة، قالت فتنحيت وجلست ساعة ثم قمت فقبلت رأسه، ثم قلت يا رسول الله علمنيه، قال: إنه لا ينبغي لك يا عائشة أن أعلمك، إنه لا ينبغي لك أن تسألين به شيئا من الدنيا، قالت فقمت فتوضأت ثم صليت ركعتين ثم قلت: اللهم إني أدعوك الله، وأدعوك الرحمن وأدعوك البر الرحيم، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها، ما علمت منها وما لم أعلم، أن تغفر لي وترحمني، قالت فاستضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال إنه لفي الأسماء التي دعوت بها. وهو حديث ضعيف، لا يصح، وقد ضعفه الشيخ الألباني في عدة كتب منها، ضعيف الجامع، وضعيف الترغيب والترهيب، وصحيح وضعيف سنن ابن ماجه وغيرها، ونقل السيوطي عن البوصيري أن في إسناده مقالا.
ولهذا، فإن الحديث المذكور لا يصلح دليلا على أن الاسم الأعظم لا يجوز الدعاء به لأمور الدنيا، لمعارضته لعموم الأدلة الصحيحة الدالة على جواز ذلك، كما بينا في الفتوى المحال عليها.
وأما رواية رابعة العدوية التي أشرت إليها: فلم نطلع عليها.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني